على ذلك الظلم وتلك المعاملة القاسية أن هرب الكثيرون من الإفريقيين إلى
المدن، وتملك اليأس الآخرين، وهم حوالى 2.000.000 فعاشوا عبيدا للأرض التى حرمت
عليهم القوانين امتلاكها.
ولابد لكل إفريقى يعمل بأرض أوروبى أن يشتغل مدة 180 يوما فى العام،
يحددها السيد كما يشاء ليربطه بالأرض طوال العام.
ويفضل السيد أن يصطحب الأسود أفراد أسرته للعمل معه، وبعض هذه الأسر
يتقاضى أجورا زهيدة جدا، أما الكثرة فلا تتقاضى شيئا.
وليس للإفريقى حق مغادرة الحقل الذى يعمل به، إلا بأمر سيده، ومن يهرب
يقبض عليه، ثم يرد إلى سيده بعد توقيع العقوبة عليه إما جلدا وإما سجنا.
وفى حالة بيع الأرض تنتقل بما فيها من عمال إلى السيد الجديد، ومن هذا
يتضح أن كل القوانين توضع لصالح الرجل الأبيض.
وفى حكومة (أورنج) الحرة، يعاقب العامل الذى يفسخ العقد مع سيده بحرمانه
من محصول البقعة الخاصة به من الأرض..
وتدل الأبحاث والإحصاءات على أن الأمراض متفشية بين أغلب الوطنيين، وأن
نسبة الوفيات مرتفعة جدا بينهم.
وتفكير الوطنيين بدائى، ولا يوجد اتجاه نحو تعليم أطفالهم، بل إن بعض
البيض يمنعون هؤلاء الأطفال من التعليم. وإذا كان هناك وجود للمدارس بالنسبة
للسود، فإنهم سوف يعجزون عن شراء أتفه الضرورات لدخولها. والعجيب أنه يتحتم على
جميع السود سداد المصروفات المدرسية إذا رغبوا فى التعلم، بينما يعفى منها جميع
البيض.
وحالة الفقر المدقع بالإضافة إلى ضرورة تسديد الضرائب المقررة تدفعهم إلى
العمل لدى البريطانيين بأجور زهيدة لا يكاد يتصورها العقل.