فعلى كل إفريقى من الذكور بين الثانية عشرة والخامسة والستين ـ سواء أكان
يؤدى عملا أم لا عمل له ـ أن يدفع ضريبة الرأس، وقدرها (شلن)، وضريبة الكوخ،
وقدرها (عشرة شلنات) سنويا..!
والصبية الذين يرعون الأغنام نظير أجور زهيدة قدرها خمسة شلنات شهريا،
ويدل مظهرهم على أنهم قد بلغوا الثامنة عشرة، يتحتم عليهم دفع ضريبة الرأس، وهذا
يكون 50 بالمائة من الضرائب، فى الوقت الذى يعفى فيه فقراء البيض من أية ضريبة
مباشرة. وقبل الحرب الأخيرة كان الأوربيون الذين يبلغ دخل الواحد منهم 500 جنيه أو
أقل لا يدفع شيئا، كما أن الأوروبى لا يطالب بالضريبة قبل الحادية والعشرين من
عمره.
وتستعمل عادة طرق وحشية فى جمع الضرائب، كأن تحاط مساكن السود بالجنود فى
أوقات متأخرة من الليل، أو فى الصباح الباكر، ثم تطلب ايصالات السداد، فإذا لم
تحضر فورا ضربوا وركلوا، ثم قذفوا فى عربات البوليس حيث يودعون السجون، ويسخرون فى
رصف الطرقات، وأداء الأعمال الأخرى.
ويتضح أن كثيرا من جرائم الإفريقيين ترتكب نتيجة للبطالة التى تواجههم
عقب خروجهم من السجن، وشدة الحاجة للمال اللازم لقضاء ضرورات الحياة، كما أن الجهل
عامل آخر للجرائم، ولكن الحكومة لا تحاول بناء مدارس لتحارب الجهل، بدلا من بناء
السجون لهؤلاء التعساء..!
وينص القانون على ألا ينتقل الإفريقى من بلدة إلى أخرى لأى سبب من
الأسباب دون تصريح خاص. ويحتم نظام التفرقة فى جنوب إفريقيا: أن تحكم القلة من
البيض الكثرة من السود.
وقد أدى ازدياد مساحة الأراضى الزراعية إلى زيادة الحاجة للأيدى العاملة من
الإفريقيين، وترتب على هذا حدوث صدام بين ملاك الأراضى من ناحية، وأصحاب المناجم
من ناحية