الفاضلة من هذا الطلب، وقررت أنها لا تعرف مكان السيدة المطلوبة.. ولكنهم
رفضوا تصديقها، وأبوا ألا أن يفتشوا البيت، بحثا عن المال تحت ستار البحث عن
السيدة..
فأرسلت فورا تستنجد بشيوخ الأزهر، فحضر لها بعض الشيوخ على عجل.. ولم
يتمكن الجنود اللصوص- أمام الشيوخ- أن ينهبوا شيئا مما وجدوه فى القصر، ولم يجدوا
السيدة المزعومة، فأغتاظوا وقرروا أن يعتقلوا صاحبة القصر التى صالحت على أمانها
بالمال من قبل.. فحاول الشيوخ أن يمنعوا هذا الاعتقال، فأبوا وأصروا على أخذها..
وهنا لم يجد الشيوخ الفضلاء بدا من مرافقة السيدة الكريمة إلى معتقلها، وهم
مذهولون من أن يروا النساء يعتقلن لأول مرة فى تاريخ مصر بدون سبب وعلى هذه الصورة
المهينة...
ونظر القائمقام (دبوى) قصتها، فلم يثبت عليها شيء مما اتهمت به.. فطلب
الشيوخ إطلاق سراحها، ولكن القائمقام رفض أن يفرج عنها ولفق لها تهمة جديدة، هى
أنها أرسلت أحد الخدم إلى زوجها بملابس وأمتعة، ووعدته إذا نجح فى الوصول إليه أن
تكافئه مكافأة حسنة، ولكن الجنود قبضوا على الخادم قبل أن يؤدى مهمته، واعترف لهم
بكل شىء.. فأنكرت السيدة ذلك الاتهام الجديد بشدة، وطلبت مواجهتها بهذا الخادم،
فوعدوها بذلك.. ومضت الساعات وانتهى النهار، ولم يحضر الخادم المزعوم.. وهنا طلب
المشايخ إطلاق سراحها.. ولكن القائمقام (دبوى) رفض ذلك بشدة، وعاد المشايخ إلى طلب
الإفراج، على أن تحضر إليهم فى اليوم التالى، وضمنوا له ذلك.. ولكن القائد الشهم
رفض رجاءهم مرة أخرى.
وعز على المشايخ أن تهان سيدات مصر هذه الإهانة البالغة، فعرضوا على
القائد أن تذهب هى لتبيت فى بيتها ويبيتوا هم عنده عوضا عنها، وضمانا لها.. ولكن
الضابط الذى يمثل شهامة الفرنسيين، رفض أن يقبل هذا العرض النبيل.. وظل المشايخ
يعالجون الأمر معه بكل وسيلة، ولكن نذالته أبت عليه أن يستجيب لأى مكرمة.. فلما
يئسوا منه تركوها ومضوا وأرسلوا