وقال: (لأن يأخذ أحدكُم أحْبُلَهُ، ثم يأتي الجبلَ فيأتي بحُزْمة من
حَطَب على ظهره فيبيعها، خير له من أن يسأل الناس أعْطَوْهُ أم مَنَعوُه)[1]
وقال: (لا تُلْحِفُوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا
فتخرِجُ له مسألتُه منّي شيئا وأنا له كاره، فيبارَكَ له فيما أعطيُتهُ)[2]
وقال: (من سَألَ الناس، وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة ومسألتُه في وجهه
خُموش- أو خدوش أو كُدوح -)[3]
وقال: (مَنْ سأل الناس تكُّثرا، فإنما يسأل جَمْرا، فليستقِل أو ليستكثر)[4]
قال زويمر: إن نبيكم بهذا قد ضيق واسعا، فمن للفقير المحتاج الذي لا يفطن
له الناس؟.. أتراه يتركه يموت جوعا؟
قال أبو ذر: ليس هذا ما قصده رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في الأحاديث التي ذكرتها ينهانا عن السؤال
والشحاذة التي قد يلجأ إليها المرء من غير حاجة إليها.. أو يلجأ إليها من حاجة غير
ضرورية.. أو يلجأ إليها، وفي إمكانه أن يلجأ إلى غيرها.. أو يلجأ حين اضطراره
إليها إلى من لا يستحق أن يلجأ إليه.
ولهذا وردت الأحاديث تنظم السؤال، وتجعل له محلا محدودا لا يتجاوزه..
فقد ورد في الحديث عن رجلا قال لرسولِ الله a:
أسأل يا رسول الله ؟ قال: (لا، وإن كنتَ سائلا ولا بد، فاسأل الصالحين)[5]
وعن أبي سعيد: قال: قال رسولُ الله a:
(مَنْ سأل وله قيمة أو قية فقد ألحفَ)، قال قلت: