ناقتي الياقوَتةُ هي خير من أوقية، فرجَعْتُ ولم أسأله[1].
وعنه، قال: سَرَّحَتْنِي أُمِّي إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فأتَيتُ وقَعدْتُ فاستقبلني، وقال: (مَنْ استغنى أغناهُ الله، ومَن استعفَّ أعفَّه
الله، ومن استكفَى كفاهُ الله، ومن يسأل وله قيمةُ أو قية، ققد ألحْفَ) فقلت:
ناقتي الياقوَتَةُ هي خير من أوقية، فرَجعتُ ولم أسأله)[2]
وعن عطاء: أن رجُلا من بني أسد قال له: نزلتُ أنا وأهْلي ببقيع
الغَرْقَدِ، فقال لي أهلي: لو أتيْتَ رسولَ الله a
وسألته لنا شيئا ؟ وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فأتيتُ رسولَ الله a، فَوَجَدْتُ عِنده رجُلا يَسألُهُ، ورسولُ الله aيقول:
لا أجِدُ ما أعْطِيكَ، فولّى الرجل وهو مُغْضَب يقول: لَعَمْري، إنك لَتُعْطِي
مَنْ شئتَ، فقال رسولُ الله a: (إنه لَيَغْضبُ عَلَيَّ أن لا أجِدَ ما
أُعطِيهِ، مَنْ سَألَ منكم وله أوقية أو عَدْلُها، فقد سأل إلحْافا)، قال الأَسدي،
فقلت: لَلَقْحَتُناَ خير مِنْ أوقية، وكانت الأوقيةُ أربعين دِرْهَما فَرَجَعْتُ
ولم أسأله شيئا، فَقُدِمَ بعد ذلك على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بشعير وزبيب، فَقَسمَ لنا منه، حتى أغنانا[3].
وعن قبيصة قال: تحمَّلت حَمَالة، فأتيتُ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أسأله فيها، فقال: أقِمْ حتى تأتيَنا الصدقةُ، فنأمُرَ لك بها، ثم قال: ياقبيصة،
إنَّ المسألةَ لا تحلّ إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، فَحلَّتْ له المسألة حتى
يُصيبَها، ثم يُمْسِكُ، ورجُل أصابتهُ جائحة اجتاحت، فحلّتْ له المسألة حتى يُصيب
قوَاما مِنْ عَيْش - أو قال: سِدادا مِنْ عَيْش - ورجل أصابته فاقة، حتى يقول
ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فحلّت له المسألة، حتى يصيبَ
قَوَاما من عَيْش - أو قال: سِدَادا من عيش - فما سِوَاُهنَّ من المسألة ياقبيصة
سُحْت، يأكلها صاحبها
[1] رواه أبو داود، قال أبو داود: زاد هشام في
حديثه (وكانت الأوقية على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أربعين درهما)