اقتربت من الوكيل، ورحت أناجيه متسائلا عن سر هذه الحالة، فقال: هذه هي
حاله دائما كلما سمع أحاديث عن الإسلام..
لقد ذهب يعالج داءه في كل مستشفيات العالم لكنه لم يحظ بأي علاج.. وقد
نصحه بعضهم بأن يلتمس أشعة من شمس محمد ليستدفئ بنورها، ويتنعم بضيائها، وأخبره
أنها علاجه الوحيد.. لكنه كان يرفض ذلك كل حين، وكان يقول لي: لا.. لا.. أنا أطيق
الجنون.. ولا أطيق تحمل تلك الأشعة.. إنها أشعة حارقة.. والجنون أفضل منها.
قلت للوكيل: فما الذي يمنعك أنت منها؟
قال الوكيل: لست أدري.. ولكني أشعر أن هذا الرجل هو شقي الثاني.. ولا
يمكن لأحد من الناس أن يعيش من دون شقه الثاني.
قال ذلك، ثم انصرف عني ليتركني أتأمل في تلك الجموع، وأتأمل تلك الأنوار
العظيمة التي كانت تتنزل عليهم من تلك الشمس التي هي رحمة الله للعالمين.