responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260

النظريات العلمية (أفيون الشعوب).. ولا يمكن أن تتحرر الشعوب إلا إذا تحررت منه.

أرادت أن تقوم أم البنين للحديث، فأشارت إليها امرأة أخرى علمت بعد ذلك أن اسمها (سمية)[1]، وقالت: أنت تدعي أن الإيمان مناقض للقوة.. وأنه لا يمكن للمستضعف أن يخرج من ضعفه ما دام يرتدي لباس الإيمان؟

قال آحاد هعام: أجل.. أنا أقول ذلك.. وكل العقلاء يقولون ذلك.. وكل الدراسات النفسية والاجتماعية تؤيد ذلك.

قالت سمية: فاسمع مني إذن البراهين التي تدلك على أن القوة بنت للإيمان.. والبراهين التي تدلك على أنه لا يمكن للإيمان الصحيح أن يولد إلا القوة الصحيحة.

أنت تعلم[2].. وكلكم تعلمون... أن للإنسان في الحياة آمال عريضة، وأهداف كثيرة، ولكن الطريق إليها شائك وطويل، والعقبات متنوعة، والمعوقات كثيرة، بعضها من الطبيعة وسنن الله فيها، وبعضها من البشر أنفسهم، فلا غرو أن يظل الإنسان في جهاد دائب، وعمل متواصل، ليتغلب على الآلام والمعوقات ويحقق الأهداف والآمال.

وما أشد حاجة الإنسان إلى قوة تسند ظهره، وتشد أزره، وتأخذ بيده، وتذلل له العقبات، وتقهر أمامه الصعاب، وتنير له الطريق..

وليست هذه القوة المنشودة إلا في ظلال العقيدة، ورحاب الإيمان بالله.

الإيمان بالله هو الذي يمدنا بقوة الروح، فالمؤمن لا يرجو إلا فضل الله، ولا يخشى إلا عذاب الله، ولا يبالي بشيء في جنب الله.. إنه قوي وإن لم يكن في يديه سلاح.. غني وإن لم تمج خزائنه بالفضة والذهب.. عزيز وإن لم يكن وراءه عشيرة وأتباع.. راسخ وإن اضطربت


[1] أشير به إلى (سمية بنت خياط)، وهي أم عمار بن ياسر وهى أول شهيدة في الإسلام، وكانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة، وهي من المعذبات في الله عز وجل، وقد بشرها رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم مع أهل بيتها جميعا بالجنة.

[2] رجعنا في هذا المبحث إلى كتاب (الإيمان والحياة)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست