قالوا: فحدثينا عن الأول.. عن مصادر القوة التي يحملها الإيمان.
قالت: أول مصدر من مصادر قوة المؤمن هو (الله).. فالمؤمن يستمد قوته من
الله العلي الكبير، الذي يؤمن به، ويتوكل عليه، ويعتقد أنه معه حيث كان، وأنه ناصر
المؤمنين، وخاذل المبطلين..
ولهذا رد الله على المنافقين الذي اعتبروا المؤمنين مغرورين بسبب
الطموحات العظيمة التي كانوا يحملونها، فقال:﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)﴾ فهو سبحانه عزيز لا يذل من توكل عليه، حكيم لا يضيع
من اعتصم بحكمته وتدبيره.
إن هذه الآية الكريمة كغيرها من الآيات تعلمنا أن التوكل على الله - وهو
من ثمار الإيمان- ليس استسلام متبطل، أو استرخاء كسول.. إنه معنى حافز، وشحنة
نفسية، تغمر المؤمن بقوة المقاومة، وتملؤه بروح التحدي والإصرار، وتشحذ فيه العزم
الصارم، والإرادة الشماء.
والقرآن الكريم يرسخ هذه المعاني فينا عبر قصص أولياء الله ورسله..
والذين جعلهم توكلهم على ربهم واستعانتهم به يخوضون غمارا لا يمكن لغيرهم أن
يخوضها..