وهذه بعض النماذج التي حكاها القرآن عن ثبات المستضعفين..
أما النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقد ذكر الكثير من نماذج الثبات:
منها قصة ماشطة فرعون التي حكى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قصتها، فقال:(لما كانت الليلة التي أسرى بي فيها، أتت علىّ رائحة طيبة، فقلت يا
جبريل ما هذه الرائحة ؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها. قال: قلت:
وما شأنها ؟ قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يومٍ إذ سقطت المدرى من يديها،
فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبى ؟ قالت: لا، ولكن ربى ورب أبيك الله،
قالت: أخبرهُ بذلك ؟ قالت: نعم. فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة، وإن لك رباً غيري
؟ قالت: نعم، ربى وربك الله. فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي
وأولادها، قالت: إن لي إليك حاجة.. قال: وما حاجتك ؟ قالت: أحبُ أن تجمع عظامي
وعظام ولدى في ثوبٍ واحد وتدفننا. قال: ذلك لك علينا من الحق. قال: فأمر بأولادها
فألقوا بين يديها واحداً واحداً، إلى أن انتهى ذلك إلى صبىّ لها مرضع، وكأنها
تقاعست من أجله. قال: يا أمه اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة،
فاقتحمت)[1]
وقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في أيام الشدة يخبر أصحابه بما عانى
الأنبياء وورثتهم من أنواع المحن، وكيف لم يصدهم ذلك عن دينهم.. ففي الحديث عن
خباب بن الأرت، قال: شكونا
[1] رواه أحمد وأبو يعلى
والطبرانى في الكبير وفى الأوسط والبزار والحاكم والبيهقى في الدلائل.