إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهو متوسد بردة له، في ظل الكعبة، فقلنا:
ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في
الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط
الحديد، ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله، ليتمن هذا الأمر، حتى
يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم
تستعجلون)[1]
وكان a أسوة في الثبات بكل أنواعه[2].. قال a
يخبر عن نفسه:(لقد أوذيت فى الله عز وجل وما يؤذى أحد، وأخفت فى الله وما يخاف
أحد، ولقد أتت على ثلاثة من بين يوم وليلة وما لى ولعيالى طعام يأكله ذو كبد إلا
ما يوارى إبط بلال)[3]
وقد حكى عقيل بن أبي طالب بعض مواقف ثبات النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
والتي لا تزال أسوة لكل المستضعفين في الأرض، فقال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا:
يا أبا طالب، إن ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا، وفي نادينا، فيسمعنا ما يؤذينا به،
فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل، فقال لي: يا عقيل، التمس لي ابن عمك، فأخرجته من كبس
من أكباس أبي طالب، فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه، فلا يقدر عليه، حتى انتهى
إلى أبي طالب، فقال له أبو طالب: يا ابن أخي، والله ما علمت إن كنت لي لمطاعا، وقد
جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم، وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم، فإن رأيت أن
تكف عنهم، فحلق ببصره إلى السماء، فقال: (والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من
أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار)، فقال أبو طالب: