responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 281

ثم قال: فإذا كنت أول من خرج عليك، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك، لعلي أكون ممن يصافح جدك محمداً غداً في القيامة.

فأذن له، فجعل يقاتل أحسن قتال، ثم استشهد، فحمل إلى الحسين، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (أنت الحر كما سمتك أمك، حر في الدنيا وحر الآخرة)

وخرج برير بن خضير، وكان زاهداً عابداً، فخرج إليه يزيد بن معقل، واتفقا على المباهلة إلى الله: في أن يقتل المحق منهما المبطل، فتلاقيا، فقتله برير، ولم يزل يقاتل حتى قتل.

وخرج وهب بن حباب الكلبي، فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد، وكان معه زوجته ووالدته، فرجع إليهما وقال: يا أماه، أرضيت أم لا؟ فقالت: لا، ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين.. وقالت امرأته: بالله عليك لا تفجعني في نفسك.. فقالت له أمه: يا بني اعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة.. فرجع، ولم يزل يقاتل حتى قطعت يداه، فأخذت امرأته عموداً، فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فأقبل ليردها إلى النساء، فأخذت بثوبه، وقالت: لن أعود دون أن أموت معك.. فقال الحسين: (جزيتم من أهل بيتٍ خيراً، ارجعي إلى النساء يرحمك الله)، فانصرفت إليهن، ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قتل.

ثم خرج مسلم بن عوسجة، فبالغ في قتال الأعداء، وصبر على أهوال البلاء، حتى سقط إلى الأرض وبه رمق، فمشى إليه الحسين ومعه حبيب بن مظاهر، فقال له الحسين: (رحمك الله يا مسلم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلاً)، ودنا منه حبيب، فقال: عز والله علي مصرعك يا مسلم.. أبشر بالجنة.. فقال له بصوت ضعيف: بشرك الله بخيرٍ.. ثم قال له حبيب: لولا أنني أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك.. فقال له مسلم: فإني أوصيك بهذا ـ وأشار بيده إلى الحسين ـ فقاتل دونه حتى تموت.. فقال له حبيب: لأنعمنك عيناً.. ثم مات.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست