قامت، وقالت: لقد تحدثت رفيقاتي عن آثار الإيمان في
القوة.. تحدثن عن أثره في التوكل.. وأثره في الثبات.. وسأحدثكم عن أثره في الثورة
والمواجهة..
فلا يكفي المستضعف أن يثبت.. بل عليه أن يثور ويواجه..
إن المؤمن – بما
اكتسبه من قوة إيمانية – أولى الناس بالثورة والمواجهة.. فمن ثمار القوة[1] التي ينشئها الإيمان في نفسه أنه لا يفريه
وعد، ولا يثنيه وعيد، ولا ينحرف به طمع متسلط، أو هوى جائر، أو شهوة طاغية، فهو
دائماً داع إلى الخير، ثائر على الشر؛ آمر بالمعروف، ناه عن المنكر، هاد إلى الحق
والعدل، مقاوم للباطل والظلم، يغير المنكر بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم
يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
لقد رأينا الناس لا يضعف نفوسهم شيء كالحرص على الحياة وإن تكن ذليلة،
والهرب من الموت وإن كان كريماً، ولا يغرس فيهم القوة شيء كالاستهانة بالحياة،
والإقبال على الموت في سبيل الحق الذي يعتقدونه ولا شيء كالإيمان بالله وبالخلود
يهون على الإنسان لقاء الموت، وفراق الحياة.
والمرء إذا هانت عليه الدنيا، ولم يبال بالموت.. هان عليه جبابرة الأرض،
وملوك الناس، ونظر إلى الذهب كما ينظر إلى الحجر، وإلى السيف كما ينظر إلى العصا
أو هو أدنى.
الحرص والخوف هما اللذان يضعفان النفوس، ويحنيان الرؤوس، ويذلان
الأعناق.. وإذا لم يكن حرص ولا خوف فلا سبيل إلى الضعف بحال من الأحوال.
ولذلك، فإن الانتصار للحق والثورة على الباطل عنصر ضروري للحياة
الإسلامية، فإن