أن أحدثك.. فأنا مثلك من أمريكا.. أو بتعبير أصح أنا مثلك من عبيد
أمريكا المحررين..
وقد كنت مثلك في فكرك ودينك وتحريضك.. ولكني عندما عرفت الإسلام وقارنت
موقفه من الرق بغيره من الأديان والمذاهب والأفكار والحضارات.. عرفت أن الإسلام هو
رحمة الله للعالمين..
لن أتحدث لك عن نفسي ولا عن رحلتي الطويلة التي اكتشفت فيها الإسلام..
ولكني سأحدثك عن هؤلاء الذين تفخر بهم.. وتفخر بانتمائك إليهم[1].
لقد بدأت حديثك بتثمال الحرية الذي نعتبره رمزاً لبلادنا.. وأود هنا أن
أسألك عن هذا التمثال المخادع.. هل أُقيم رمزاً للحرية التي أسبغت على 112 مليون
هندى أحمر؟
أم أنه رمز لحرية عشرات الملايين من الأفارقة المساكين الذين جرى خطفهم
وجلبهم بالقوة إلى الجنَّة الأمريكية للعمل الشاق حتى الموت من أجل تحقيق الحلم
الأمريكى؟
إنها لمهزلة كبرى أن يُقام تمثال الحرية على جثث وجماجم عشرات الملايين
من البشر الذين تمت إبادتهم جماعياً بشكل لم يحدث مثله لحيوانات الغابات.. بل لو
حدث معشار هذه الإبادة ضد الحيوانات لأقامت جمعيات الرفق بالحيوان فى الغرب الدنيا
ولم تقعدها.. أما إبادة مائة مليون هندى أحمر فهو أمر يؤسف له - على حد زعمهم-
ولكنه كان ضروريًا لأمن البلاد.. بل كان أبو الحرية الأمريكية المزعومة- جورج
واشنطن- نفسه يملك ثلاثمائة عبد وجارية فى مزرعته الخاصة، ولم يحرر منهم واحداً
قط.
ويحكى المؤرخون الأوربيون المنصفون قصصاً يشيب لهولها الولدان.. فقد كان
الغزاة البيض يشعلون النار فى أكواخ الهنود، ويقيمون الكمائن حولها، فإذا خرج
الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق، يكون رصاص البيض فى انتظار الرجال منهم،
بينما يتم القبض على
[1] رجعنا عند بيان المعلومات
المرتبطة بتاريخ الرق إلى كتاب (الإسلام محرر العبيد - التاريخ الأسود للرق فى
الغرب)