وكتب أحد الهولنديين قائلاً: (انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من
أحضان أمهاتهم وقطعوهم إرباً أمام أعينهن، ثم ألقيت الأشلاء فى النيران المشتعلة
أو النهر !! وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام
أعين الأمهات)
إنه منظر ينفطر له قلب الحجر – كما يقول الهولندى
الراوى نفسه – كما ألقوا ببعض الصغار فى النهر، وعندما
حاول الآباء والأمهات إنقاذهم لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ النهر، ودفعوا
الجميع - صغاراً وكباراً – بعيداً عن الشاطئ ليغرقوا جميعاً.
والقليل جداً من الهنود كان يمكنه الهرب، ولكن بعد أن يفقد يداً أو قدماً،
أو ممزّق الأحشاء برصاص البيض.. هكذا كان الكل إما ممزّق الأوصال،أو مضروباً بآله
حادة أو مشوّهاً بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها
وتم نقل أعداد هائلة من العبيد الهنود إلى جزر الهند الغربية للعمل
بالمزارع الشاسعة هناك أو لبيعهم لآخرين.. كما شُحن مئات الألوف منهم شمالاً إلى
نيوانجلند و(نيويورك) حيث مقر الأمم المتحدة، وتمثال الحرية.
وكان المؤرخ (لا كاس) الذى فضح جرائم الإسبان فى أمريكا الجنوبية بكتابه
الشهير (تدمير الهنود الحمر) قد أثار القضية أمام المحاكم الأسبانية.. فلجأت
الحكومة هناك إلى تهدئة الرأى العام الثائر بإصدار قانون يمنع استعباد الهنود بشكل
شخصى، لكن النصوص- كما يقول لا كاس- لم تعرف سبيلها إلى التطبيق الواقعى أبداً فى
الأمريكيتين.
بعد أن أباد البيض معظم الهنود الحمر رأوا أنهم لن يتمكنوا من استصلاح
وزراعة عشرات الملايين من الأفدنة فى القارة الجديدة – أمريكا – بدون جلب الملايين من الأيدى العاملة الرخيصة..
وتفتقت أذهان الشياطين عن خطة جهنمية بدأت كل دول أوروبا الغربية تقريباً تنفيذها.