إن الزنوج الأفارقة هم من أقوى أنواع البشر وأكثرهم جلداً وصبراً وتحملاً
للمشاق والأجواء القاسية، ولهذا استقر رأى المجرمين على اصطياد أكبر عدد ممكن
منهم!!
وهكذا تكالبت الوحوش البيضاء المسعورة على الفريسة المسكينة- أفريقيا – تنهش فلذات أكبادها بلا ذرة من رحمة أو إنسانية.. آلاف
السفن الأوروبية المحملة بالجنود المسلحين بالبنادق والمدافع تقاطرت على الساحل
الغربى للقارة السوداء حاملة الموت والخراب لأغلب سكانها، والخطف والاستعباد
والإذلال مدى الحياة لمن بقى منهم على قيد الحياة.
تقول المصادر الأوروبية ذاتها: إن جيوش إنجلترا وبلجيكا والبرتغال
وألمانيا وفرنسا وهولندا وأسبانيا – ذات التسليح المتقدم الذى لا يمكن مقارنته بالسيوف
والحراب التى لا يملك الأفارقة غيرها – لم تجد صعوبة
كبيرة فى السيطرة على الساحل الغربى لأفريقيا المطل على المحيط الأطلنطى.
وخلال خمسين عاماً فقط تم خطف وترحيل ما بين 15 إلى 40 مليوناً من
الأفارقة حيث تم بيعهم كعبيد فى أسواق أمريكا وأوروبا..
والمصادر الغربية ذاتها تؤكد أنه من بين كل عشرة أفارقة كان يتم أسر واحد
فقط واستعباده، بينما يلقى التسعة الآخرون مصرعهم إما برصاص الغزاة البيض، وإما
جوعاً و عطشاً أو انتحارًا من على ظهر السفن التى كانوا يحشرون فيها كالماشية..
وكثير منهم كان يلقى حتفه اختناقاً بسبب تكديس المئات منهم فى أقبية السفن فى
مساحة عدة مترات بلا تهوية أو طعام أو مراحيض.
وكثيراً ما كان البحارة يقتلون المئات من الضحايا ويلقون بجثثهم فى
البحر.. وعلى ذلك فإن ما لا يقل عن مائة مليون أفريقى قد لقوا حتفهم فى 50 عاماً
فقط خلال ملاحم اصطياد العبيد من القارة المنكوبة.