كله بتشريعات تشكل وصمة عار لأى نظام قانونى فى التاريخ..
وقد كان القانون الذى يتناول أحوال الرقيق يُعرف فى كل أمة من الأمم
المعاصرة بالقانون الأسود.. وعلى سبيل المثال كان القانون الأسود الفرنسى الذى صدر
سنة (1685) ينص على أن الزنجى إذا اعتدى على أحد الأحرار أو ارتكب جريمة السرقة
عوقب بالقتل أو بعقاب بدنى آخر، أما إذا أبق العبد فإن نص القانون أن الآبق فى
المرة الأولى والثانية يتحمل عقوبة صلم الأذنين والكى بالحديد المحمى، فإذا أبق
الثالثة قتل.. وقتل الآبق كان معمولا به أيضاً فى انجلترا، فقد نصت شريعتهم على أن
من أبق من العبيد وتمادى فى إباقه قتل.. ودام الحال على هذا فى فرنسا حتى قامت ثورة
1848 م.
أما فى أمريكا فكان القانون فى غاية الشدة والقسوة، وكان مقتضى القانون
الأسود أن الحرّ إذا تزوج بأمة صار غير جدير بأن يشغل وظيفة فى المستعمرات.. وكانت
القوانين تصرح بأن للسيد كل حق على عبده حتى حق الاستحياء والقتل.
وكان يجوز للمالك رهن عبده وإجارته والمقامرة عليه وبيعه كأنه بهيمة..
ولم يكن يحق للأسود فى أن يخرج من الحقل ويطوف بشوارع المدن إلا بتصريح قانونى..
ولكن إذا أجتمع فى شارع واحد أكثر من سبعة من الأرقاء ولو بتصريح قانونى كان لأى
أبيض إلقاء القبض عليهم وجلدهم..
وهذه النصوص كانت مطبقة فى كل أنحاء الأمريكتين.
^^^
لم يجد العم توم ما يقول ردا على ابن بلده (محمد علي كلاي)، فراح يداعبه
قائلا: نحن لا نتحدث عن أمريكا، نحن هنا نتحدث عن الرق الذي جاء به الإسلام.. أليس
الإسلام بما نشره من فكر وثقافة ودين هو السبب في استعباد الإنسان لأخيه الإنسان؟
أليس كتاب المسلمين المقدس هو الكتاب الوحيد من بين الكتب المقدسة
الممتلئ