فيها دماء الطرفين أنهارًا، لكنها للأسف كانت تنتهى بمقتل جميع العبيد
الثائرين، والويل لمن يبقى حيًا حتى ممن لم يشاركوا فى التمرد.
وفى القرون الوسطى كان الأرقاء فى فرنسا وإيطاليا والجزر البريطانية
وأسبانيا القديمة يكلفون بالأعمال الزراعية من حرث وزرع وحصد؛ لأن الأعمال اليدوية
فى نظرهم كانت محتقرة لا يقوم بها الأحرار !! وكان الأرقاء فى ألمانيا يقدمون إلى
سادتهم مقادير معينة من القمح أو الماشية أو الملابس.. وكان لكل عبد مأوى يقيم فيه،
ويدبّر أحواله كما يريد.
وكان الفرنج – وهم الألمان الذين يقيمون على جانبى نهر الراين
الأسفل – يعاملون الأرقاء أقسى معاملة، فإذا تزوج حرّ
رقيقة أجنبية صار رقيقًا مثلها، وإذا تزوجت حرّة رقيقًا أصبحت رقيقة، وفقدت الحرية
التى كانت تتمتع بها.
وفى لمبارديا كانت الحرّة إذا تزوجت رقيقًا حكم عليهما بالإعدام.
ولدى الأنجلوسكسون – وهم الأمم الجرمانية التى تناسل منها الانجليز
– كان الأرقاء ينقسمون قسمين: قسم كالمتاع
يجوز بيعه، وقسم كالعقار يقوم بحرث الأرض وزرعها، ويباح لهم جمع مال يدفعونه
لسادتهم.
وكانت نظرة الأوروبيين إلى العبيد حتى القرن التاسع عشر أنهم لا روح لهم
ولا نفس، ولا إرادة.. فإذا اعتدى زنجى على سيده أو على حر من الأحرار، أو سرق أى
شىء كان القتل جزاء له.
وإذا هرب عوقب بقطع أذنه فى المرة الأولى، وكوى بالحديد المحمىِّ فى
المرة الثانية، وقتل فى الثالثة.. وإذا قتل المالك رقيقه فللقاضى الحق فى أن يحكم
ببراءة المالك !
ولا يجوز لغير البيض اكتساب العلم والمعرفة. وكان القوط وغيرهم من
القبائل فى أوروبا يحكمون على الحرّة التى تتزوج من عبد بالحرق معه !! وفى قوانين
قبائل الأسترغوط