يحكمون بالقتل على الحرّة التى تتزوج بعبد[1] وأولادهم جميعًا يسترّقون إن حدث إنجاب قبل
قتلهم.
وكان وجود رقيق أمرًا حتميًا بسبب نشوء النظام الإقطاعى الذى تبلور فى
صورته المعروفة بأوروبا فى القرن التاسع، وبلغ ذروته إبان القرون الوسطى، وتحديدًا
فى القرن الثالث عشر.. وهناك من يرى أن الرقيق كانوا يمثلون الأغلبية الساحقة من
سكان أوروبا باستثناء الملوك والنبلاء ورجال الدين.
بدأ نظام الإقطاع يمنح الملوك والأمراء مساحات من الأراضى لمن يدينون لهم
بالولاء مدى حياتهم، ثم أصبح ذلك أمرًا وراثيًا. فأمير الإقطاعية هو الحاكم المطلق
فى إقطاعيته، هو المالك لكل شىء والباقون عبيد، لا يملكون حق الانتقال من إقطاعية
إلى إقطاعية.
ولم تكن مساوىء النظام الإقطاعى فى الجانب المالى فحسب، بل كان للإقطاعى
سلطات أخرى حصل عليها[2].
أما في القارة الأمريكية فللرق فيها مأساة مؤلمة لن تستطيع الأيام مهما
طالت أن تمحوها.
سأحكي لكم بعض تلك المآسي.. لتعرفوا حقيقة أولئك الذين يزعمون أنهم حرروا
[2] يدل على ذلك القائمة
الطويلة من الواجبات التى يؤديها الرقيق للمالك، إلى جانب خضوعه المطلق لسلطته
وارتباطه المحكم بإقطاعيته.. ومن هذه الواجبات: ثلاث ضرائب نقدية فى العام.. جزء
من محصوله وماشيته.. العمل سخرة كثيرًا من أيام السنة.. أجر على استعمال أدوات
المالك فى طعامه وشرابه.. أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البرى.. رسم إذا رفع
قضية أمام محاكم المالك.. ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب.. يفتدى سيده إذا
أُسر.. يقدم الهدايا لابن المالك إذا رُقى لمرتبة الفرسان.. ضريبة على كل سلعة
يبيعها فى السوق.. لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسه بأسبوعين.. يشترى
بعض بضائع سيده وجوبًا.. غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة.. ضريبة مع
إذن المالك إذا تزوّج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة.. حق الليلة الأولى، وهى أن
يقضى السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى!! وكان يسمح له أحيانًا أن يفتديها بأجر،
وقد بقى هذا فى بافاريا إلى القرن الثامن عشر.. المالك هو الذى يرث كل ممتلكات
الرقيق إذا مات.. ضريبة سنوية باهظة يدفعها الرقيق للكنيسة، وأخرى يدفعها للقائد
الذى يتولى الدفاع عن المقاطعة.