لقد شاء الله تعالى أن يبتلى الهنود الحمر بالقسط الأوفر من الإبادة والاستعباد..
فقد كان اكتشاف الأمريكتين- بالإضافة إلى الثورة الصناعية – كارثة كبرى حلت بعشرات الملايين من سكان أمريكا الأصليين.. والذى حدث هو
أن عصابات البيض التى وصلت أمريكا وجدت مساحات هائلة من أخصب أراضى العالم البكر
بحاجة إلى عشرات الملايين من الأيدى العاملة التى تعذَّر عليهم تدبيرها من أوروبا،
ولذلك فكَّر الغُزاة فى السيطرة على الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين،لكنهم
فشلوا فى استعبادهم، فلم يتورّعوا عن القضاء عليهم!!
وهكذا وقعت واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية فى التاريخ..
ويقدر الباحثون أعداد السكان الأصليين الذين أبادهم الغزاة الأوروبيون
بأكثر من مائة مليون هندى أحمر.. ولم يتورّع السادة البيض الذين أسسوا ما يسمى
الآن بالولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام أحط الوسائل وأخس السُبل للقضاء على
الهنود الحمر، ومنها تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون، وحقنهم
بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل الطاعون والتيفود والجدرى ومسببات
السرطان..
ويحاول المؤرخون الأمريكيون التقليل من أعداد الضحايا زاعمين أنهم حوالى
مليونين فقط، وفى إحصاء عام 1900م قللوا الرقم إلى مليون لا غير.
وكان القانون الأمريكى الذى ظل سارى المفعول حتى عام 1865م، ينص على حق
الأمريكى الأبيض فى الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأى مخفر شرطة بالولايات
المتحدة فروة رأس هندى أحمر..
ويذكر المؤرخون أن 80 بالمائة من هنود كاليفورنيا مثلاً أبيدوا خلال
عشرين عاماً فقط، وهلك الباقون بسبب العمل الشاق حتى الموت بالسُخْرة فى سبيل
رفاهية السادة البيض.
وكان اكتشاف مناجم الذهب والمزارع الشاسعة فى كولورادو وغيرها من ولايات
الذهب