responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 315

ولذلك فقد جاء معي أربعة رجال.. جميعهم تعرض أجدادهم للاستعباد، ولم ينقذهم منه إلا محمد a، وتعاليمه العظيمة.

أشار إلى أحدهم، وقال: أما أولهم، فهذا.. واسمه بلال.. وهو ينتسب إلى رجل عظيم من أصحاب محمد a من العبيد، وكان اسمه (بلال بن رباح)[1]

أشار إلى آخر، وقال: أما هذا، فاسمه سلمان، وهو ينتسب إلى رجل عظيم منهم اسمه (سلمان الفارسي)[2]


[1] هو (بلال بن رباح)، كان مؤذنا لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وخازنا.. شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن عذب في الله عز وجل، فصبر على العذاب.. وكان يبطح على وجهه في الشمس وتوضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقال: أكفر برب محمد فيقول: أحد أحد.

لما توفي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أراد أن يخرج إلى الشام فقال له أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله عز وجل فذرني أذهب إلى الله عز وجل، فقال: اذهب.. فذهب إلى الشام فكان به حتى مات.

وروي أنه لما كان بالشام رأى النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال ما آن لك أن تزورنا)، فانتبه حزينا، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر فعلا سطح المسجد، فلما قال: (الله أكبر الله أكبر)، ارتجت المدينة فلما قال: (أشهد أن لا إله إلا الله) زادت رجتها، فلما قال: (أشهد أن محمدا رسول الله)، خرج النساء من خدورهن، فما رئي يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم. (بتصرف من: أسد الغابة)

[2] هو (سلمان الفارسي) (ت 36 هـ) وهو من كبار صحابة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، كان يسمي نفسه (سلمان الاسلام)، أصله من مجوس أصبهان.. عاش عمرا طويلا، واختلفوا فيما كان يسمى به في بلاده.. وقالوا: نشأ في قرية جيان، ورحل إلى الشام، فالموصل، فنصيبين، فعمورية، وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، وقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه، فاشتراه رجل من قريظة فجاء به إلى المدينة.. وعلم سلمان بخبر الاسلام، فقصد النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بقباء وسمع كلامه، ولازمه أياما.. وأبى أن (يتحرر) بالاسلام، فأعانه المسلمون على شراء نفسه من صاحبه، فأظهر إسلامه.

وكان قوي الجسم، صحيح الرأي، عالما بالشرائع وغيرها.. وهو الذي دل المسلمين على حفر الخندق، في غزوة الاحزاب، حتى اختلف عليه المهاجرون والانصار، كلاهما يقول: سلمان منا، فقال رسول الله a: (سلمان منها أهل البيت)، وسئل عنه علي فقال: (امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الاول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الاول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف)

وجعل أميرا على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي.. وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به.. وكان ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده.. له في كتب الحديث 60 حديثا.. ولابن بابويه القمي كتاب (أخبار سلمان وزهده وفضائله) ومثله للجلودي (انظر: الأعلام للزركلي)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست