ادعُ مطْرَفًا، فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حُر لوجه الله.
وقد روي أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد
أعطي فيه عشرة آلاف درهم[1].
وكما رغب الرجال رغب النساء، فقد قال a:(أيما
مسلم أعتقَ رَجُلا مسلما، فإن الله جاعلٌ وفاء كل عظم من عظامه عظمًا من عظام
محرره من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله جاعل وفاء كل عظم
من عظامها عظما من عظامها من النار)[2]
وفي حديث آخر يربط a بين عتق الرقاب والأعمال الصالحة العظيمة،
فيقول a:(من بنى مسجدا ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتا في
الجنة. ومن أعتق نفسًا مسلمة، كانت فديته من جهنم. ومن شاب شيبة في الإسلام، كانت
له نورا يوم القيامة)[3]
وفي حديث آخر، قال a:(من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار)[4]
وقد كان عتق الرقاب من الحلول التي يلجئ إليها المخطئون ليكفروا عن
خطاياهم تطبيقا لقوله تعالى:﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ ﴾ (هود: 114)، ففي الحديث: أتينا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في صاحب لنا قد أوجب ـ يعني النار ـ بالقتل، فقال:(أعتقوا عنه يُعتق
الله بكل عضو منه عضوا منه من النار)[5]
ولكن هذه العبادة قد لا تتسنى لعامة المسلمين، فأسعار
العبيد كانت غالية.. ولهذا، فإن الشرع لم يكتف بالحث على عتق الرقاب، والذي قد لا
يتسنى لعامة الناس، بل رغب في العتق بحسب الطاقة.