الحجاج، وقد حدث سالم بن أبي الجعد عن نفسه قال:
اشتراني مولاي بثلثمائة درهم وأعتقني، فقلت: بأي شيء أحترف؟ فاحترفت بالعلم فما
تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائراً فلم آذن له.
ومثله أبو العالية، فقد اعتقته امرأة من بني رياح..
قال أبو العالية: دخلت المسجد معها فوافقها الإمام على المنبر فقبضت على يدي
فقالت: اللهم أدخره عندك ذخيرة، اشهدوا يا أهل المسجد أنه سائبة لله، ثم ذهبت فما
تراءينا بعد.
وقبل هؤلاء وسابقهم بلال بن رباح، فقد كان له من
الاحترام بين المسلمين.. ولهذا شرفه a بالآذان، فكان
أول مؤذن في الإسلام، فعن القاسم بن عبد الرحمن قال:(أول من أذن بلال)
بل كان مقربا جدا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فعن أبي عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالاً فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي
له ذلك منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذ أتاه الرجل المسلم فرآه عارياً،
يأمرني فأنطلق، فأستقرض، وأشتري البردة فأكسوه وأطعمه.
وعن عبد الله قال: دخل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
على بلال، وعنده صُبرة من تمرٍ قال: ما هذا يا بلال؟ قال: يا رسول الله ادّخرته لك
ولضيفانك فقال:(أما تخشى أن يكون له بخار في النار؟ أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش
إقلالاً) [1]
وعن أنس قال: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(لقد
أُخِفت في الله وما يخافُ أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، ولقد أتت عليّ
ثلاثون ما بين ليلة ويوم مالي ولبلال طعامٌ يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال)[2]
وفي اختياره a لهذه الوظائف
دليل على أنه كان يقصد دمجه في المجتمع ليخلصه