فأغنانا الله؛ فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا
فسبحان الله، فقالوا: بل تزوجان والحمد لله، فقال صهيب: لو ذكرت مشاهدنا وسوابقنا
مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: اسكت، فقد صدقت فأنكحك الصدق.
^^^
ما إن انتهى خباب من هذا الحديث حتى قام رجل من
الجالسين، وقال: بورك فيكم فقد ـ والله ـ أزحتم عن قلوبنا جبالا من الآلام كانت
تتراكم عليها.
قال له كلاي: وما كانت تلك الجبال؟
قال الرجل: كنت أتعجب أن يقر الإسلام عبودية البشر
للبشر مع أنه جاء يحرر البشر من عبودية أنفسهم وعبودية كل شيء إلا الله.. لقد كنت
أقرأ وصية الإمام على لابنه:(ولا
تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا).. فأتعجب كيف يقر هذا الدين الرق.
قال كلاي: فما عرفت الآن؟
قال الرجل: عرفت أن العبودية التي وضع الإسلام
قوانينها بتشريعاته وتوجيهاته لا تختلف كثيرا عن الوظائف التي تسند إلينا في
حياتنا المدنية المعاصرة.. إن لم تفقها في كثير من النواحي.
قال كلاي: كيف ذلك؟
قال الرجل: الموظف عندنا في أي شركة من الشركات
يتمنى أن تفرض عليه الشركة استعبادها، فلا تعتقه، ولا تستكتبه.
قال كلاي: ولكنه حر.. وحسبه بالحرية.
قال الرجل: إن كثيرا مما ذكرت من حقوق المستعبدين
يفوق ما يناله الكثير من الأحرار في هذه الوظائف.. فالعبد في بيته مستقر مع أهله
قد ضمن له أكله وشربه ولبسه ومبيته وكل ما تتطلبه حياته.. فإذا ما عجز سيده عن
الوفاء انتقل إلى سيد آخر.. وحياة السادة لا تختلف كثيرا