وخطيئته الشخصية، في حين يحمل أبواه وزر خطيئتهما فقط، وإذا كان العدل
تحقق بصلب المسيح فداء من الخطيئة الأولى وميراثها، فهذا الفداء نعمة لآدم وحواء
الذين نجوا بالفداء من خطيئتهما، وأصبحا نقيين من الدنس كحالتهما الأولى قبل
السقوط، أما ابن آدم فبعد الفداء من الخطيئة الأصلية،ما زالت عليها الخطايا
الفعلية التي صدرت منه نتيجة ميراث فساد الطبيعة الذي انتقل إليه من أصله الأول.
التفت السجين إلى القس، وقال: فما السبيل للنجاة من هذه الخطايا إذا كانت
التوبة والأعمال لا تؤدي إليها؟
سكت القس، فقال السجين: لقد عمدت الكنيسة عند رؤية أتباعها وهم على هذه
الحالة من الإضطراب، أن تصدرت عقولهم مقررة أن مفتاح النجاة بأيدي رجالها، فهي
التي بإمكانها غفران هذه الخطايا الفردية أو جزء منها مقابل الاعتراف وأداء
التعويض الذي يقرره رجل الدين.
ولتطفي على ذلك ثوب الشرعية أصدرت قانونا بمنح هذه الصلاحية لرجل الدين،
وهو الصادر عن المجمع الثاني عشر المنعقد في روما عام 1215 م.. فقد كان من أهم
قرارات هذا المجمع ما نصه: (الكنيسة البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء)
ولكن رجال الكنيسة، وعلى رأسهم البابا الرئيس الأعلى للكنيسة كلها حسب
التعليم الكاثوليكي من ذرية آدم، فإذا غفرت خطيئتهم الأصلية بالفداء كما يقرر
دينهم، فما زالت خطاياهم الشخصية تلاحقهم أينما ذهبوا، فكيف يتسنى لمخطئ تبرئة
مخطئ؟ وكيف يمنح الغفران من هو في حاجة إليه
ولتفادي هذا الاحتجاج الذي ترتفع به أصوات الكثيرين، أصدروا قراراً آخر
يفيد عصمة البابا، وهو القرار الصادر عن المجمع العشرين المنعقد في روما عام 1869
م.
وهكذا أصبحت قرارات الكنيسة قرارات تتسم بالعصمة من الضلال فرأسها البابا