وحدثوني أنّ رجلاً
من بني إسرائيل كان يقنط الناس ويشدّد عليهم، فيقول الله تعالى يوم القيامة له:(اليوم
أويسك من رحمتي كما كنت تقنط عبادي منها)
وحدثوني أن عليا قال لرجل أخرجه الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه: (يا هذا
يأسك من رحمة الله أعظم من ذنوبك)
وحدثوني عن محمد الباقر قوله: (أنتم أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب
الله عز وجل قوله:﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (الزمر:53)،
ونحن - أهل البيت – نقول: أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله
تعالى:﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (الضحى:5)
ورووا لي عن الجنيد قوله: (إن بدت عين من الكرم ألحقت المسيئين
بالمحسنين)
ورووا عن أبان بن
أبـي عياش أنه رئي في النوم، وكان يكثر ذكر أبواب الرجاء فقال: أوقفني الله تعالى
بـين يديه فقال: ما الذي حملك على ذلك؟ فقلت: أردت أن أحببك إلى خلقك، فقال: قد
غفرت لك)
ورووا أنه لقي في
حياته مالكا بن دينار، فقال له: إلى كم تحدث الناس بالرخص؟ فقال: يا أبا يحيـى،
إني لأرجو أن ترى من عفو الله يوم القيامة ما تخرق له كساءك هذا من الفرح.
وحدثوني أن يحيـى بن
معاذ كان يقول في مناجاته: يكاد رجائي لك من الذنوب يغلب رجائي إياك مع الأعمال؛
لأني أعتمد في الأعمال على الإخلاص وكيف أحرزها وأنا بالآفة معروف، وأجدني في
الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تغفرها وأنت بالجود موصوف.
العقل:
ثم سار بي إلى قوم من
الناس.. لم يحدثوني إلا بما تسلم له العقول السليمة..