responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 405

معروف في هذا السوق، وهم يلقبونه بابن أبي الدنيا[1].

ابتسمت، وقلت: ولم لم يلقبوه بابن أبي الآخرة ما دام يذكرهم بالآخرة؟

قال: لقد لقبه بذلك رجال من أهل الدنيا.. كان لهم من الغنى والسعة ما لهم.. ولكنهم لم يجدوا من اللذة ما وجدوه في صحبته.. فلذلك أطلقوا عليه هذا اللقب.

سأذكر لكم بعض ما سمعت من هذا الرجل الفاضل:

لقد حدثنا عن أبي ذر عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنه قال حاكيا عن ربه عز و جل:(يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم.. وكلكم فقير إلا من أغنيت، فاسألوني أعطكم.. وكلكم ضال إلا من هديت، فاسألوني الهدى أهدكم.. ومن استغفرني، وهو يعلم أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي.. ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى رجل واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة.. ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة.. ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كمغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر، وذلك أني جواد ماجد واحد عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون) [2]

وحدثنا عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم حاكيا عن ربه تبارك وتعالى:(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم


[1] هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي الاموي، مولاهم، البغدادي، أبو بكر، المعروف بابن أبي الدنيا (208 - 281 هـ) كان حافظا للحديث، مكثرا من التصنيف.. له مصنفات اطلع الذهبي على 20 كتابا منها، ثم ذكر أسماءها كلها، فبلغت 164 كتابا، منها (الفرج بعد الشدة) و(مكارم الاخلاق) و(ذم الملاهي) وغيرها كثير.

[2] رواه مسلم والترمذي وحسنه وابن ماجه والبيهقي واللفظ له.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست