لقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذلك، فقال: (ما أصر من استغفر وإن عاد فى
اليوم سبعين مرة) [1]
وأخبرنا (أن عبدا أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لى، قال الله
تعالى: علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدى. ثم مكث ما شاء الله
ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخريين) [2].. وفى رواية أنه قال فى الثالثة: (قد غفرت
لعبدى فليعمل ما شاء) [3]
العلاقة بالنفس:
بعد أن نفح علينا من سوق التوبة ما نفح من أنوار الإيمان، رأيت كدورات
كثيرة في نفسي، كتلك الكدورات التي يجدها من طال عهده بعدم دخول الحمام، فسألت
صاحبي عنها، فقال: نفسك تطالبك بالاغتسال.. وهذا علامة صدقك في طريق التوبة،
فأبشر.
قلت: فهل هناك حمام يمكن أن أغسل فيه نفسي من أدرانها؟
قال: أجل.. فكما للتوبة سوقها، لها حمامها.
قلت: فهلم بي إليه.. فما أحوج نفسي إلى الطهارة.
سرت معه إلى حمام التوبة.. وقد رأيت على بابه لافتة كتب فيها قوله تعالى:﴿
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ﴾
(البقرة)، فسألت الفضيل عنها، فقال: في هذه الآية الكريمة يقرن الله التوابين
بالمتطهرين.. ليبين أن التوبة الحقيقية النصوح هي التي تطهر الروح من المعصية، ومن
آثار المعصية، كما يطهر الماء الجسد من الأوساخ، وما تحدثه الأوساخ في الجسم من
آثار.