responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 429

أكل الحرام والشبهات والتقصير فى الطاعات، وكيف ترجو الخلاص من المظالم في يوم يقتص فيه للجماء من القرناء فقد روى أبو ذر أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم رأى شاتين ينتطحان فقال:(يا أبا ذر أتدرى فيم ينتطحان ؟)، قلت: لا، قال:(ولكن الله يدرى وسيقضى بينهما يوم القيامة)[1]

فكيف أنت يا مسكين فى يوم ترى صحيفتك خالية عن حسنات طال فيها تعبك، فتقول أين حسناتى، فيقال نقلت إلى صحيفة خصمائك، وترى صحيفتك مشحونة بسيئات طال فى الصبر عنها نصبك، واشتد بسبب الكف عنها عناؤك، فتقول: يا رب هذه سيئات ما قارفتها قط، فيقال: هذه سيئات القوم الذين اغتبتهم وشتمتهم وقصدتهم بالسوء وظلمتهم فى المبايعة والمجاورة والمخاطبة والمناظرة والمذاكرة والمدارسة وسائر أصناف المعاملة.

قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:(إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن سيرضى منكم بما هو دون ذلك بالمحقرات، وهى الموبقات، فاتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد ليجىء يوم القيامة بأمثال الجبال من الطاعات، فيرى أنهن سينجينه، فما يزال عبد يجىء فيقول: رب إن فلانا ظلمنى بمظلمة فيقول: امح من حسناته، فما يزال كذلك حتى لا يبقى من حسناته شىء، وإن مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم فحطبوا فلم يلبثوا أن أعظموا نارهم وصنعوا ما أرادوا)[2]

ولما نزل قوله تعالى:﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)﴾ (الزمر)، قال الزبير: يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا فى الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: (نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذى حق حقه)، فقال الزبير:


[1] رواه أحمد.

[2] رواه أحمد والبيهقى فى الشعب مقتصرا على آخره (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)، وإن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لى ضرب لهن مثلا الحديث، أما أول الحديث فرواه مسلم مختصرا من حديث جابر (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون فى جزيرة العرب، ولكن فى التحريش بينهم)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست