responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 430

والله إن الأمر لشديد[1].

فأعظم بشدة يوم لا يسامح فيه بخطوة، ولا يتجاوز فيه عن لطمة، ولا عن كلمة، حتى ينتقم للمظلوم من الظالم.. قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:(يحشر الله العباد عراة غرلا بهما - قال الراوي: قلنا ما بهما؟ قال: ليس معهم شىء - ثم يناديهم ربهم تعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغى لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عليه مظلمة حتى أقتصه منه، ولا لأحد من أهل النار أن يدخل النار، ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقتصه منه، حتى اللطمة)، قلنا: وكيف وإنما نأتي الله عز و جل عراة غبرا بهما؟ فقال:(بالحسنات والسيئات)[2]

فاتق الله عبد الله.. وإياك ومظالم العباد بأخذ أموالهم، والتعرض لأعراضهم، وتضييق قلوبهم، وإساءة الخلق فى معاشرتهم.. فإن ما بين العبد وبين الله خاصة فالمغفرة إليه أسرع، ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص، ويسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص بحيث لا يطلع عليه إلا الله، فعساه يقربه ذلك إلى الله تعالى، فينال به لطفه الذى ادخره لأحبابه المؤمنين فى دفع مظالم العباد عنهم.

ما وصل المحامي من حديثه إلى هذا الموضع حتى صرخ موكله صرخة عظيمة، ثم راح يلهث كما يلهث أصحابه بحثا عن مظالمه ليستحلها في الدنيا قبل أن يطالب بها أهلها ببين يدي الله.

^^^

في ساحة تلك المحكمة العجيبة، شد انتباهي رجال يحملون أوراقا وأقلاما، وبين أيديهم


[1] رواه أحمد واللفظ له والترمذى وقال حسن صحيح.

[2] رواه أحمد بإسناد حسن.

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست