responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 431

رجل يسألونه، فيجيبهم، فيكتبون كل ما يقول باهتمام شديد.. سألت صاحبي عنه، فقال: هذا هو المدعي العام.. وهو يجيب الجناة عن الطريق الذي يصححون به جناياتهم.

اقتربنا منه، فسمعت بعضهم يقول له: ما يفعل الجاني قاتل النفوس ظلما ليصحح توبته؟

التفت إليه، وقال: إن جرى منه قتل خطأ فتوبته بتسليم الدية ووصولها إلى المستحق، إما منه، أو من عائلته.. وإن كان عمداً موجباً للقصاص، فبالقصاص، فإن لم يعرف فيجب عليه أن يتعرف عند ولي الدم، ويحكمه في روحه، فإن شاء عفا عنه، وإن شاء قتله.. ولا تسقط عهدته إلا بهذا، ولا يجوز له الإخفاء..

سأله آخر: فما يفعل من تناول مالا بغصب أو خيانة أو غبن في معاملة كترويج زائف، أو ستر عيب من المبيع أو نقص أجرة أجير أو منع أجرته؟

التفت إليه، وقال: يجب أن يفتش عنه أولا من حد بلوغه، بل من أول مدة وجوده، فإن ما يجب في مال الصبي يجب على الصبي إخراجه بعد البلوغ، إن كان الولي قد قصر فيه، فإن لم يفعل كان ظالماً مطالباً به، إذ يستوي في الحقوق المالية الصبي والبالغ، وليحاسب نفسه على الجبات والدوانق من أول يوم حياته إلى يوم توبته قبل أن يحاسب في القيامة، وليناقش قبل أن يناقش فمن لم يحاسب نفسه في الدنيا طال في الآخرة حسابه، فإن حصل مجموع ما عليه بظن غالب ونوع من الاجتهاد ممكن فليكتبه أسامي أصحاب المظالم واحداً واحداً وليطف في نواحي العالم وليطلبهم وليستحلهم أو ليؤد حقوقهم.

فإن عجز فلا يبقى له طريق إلا أن يكثر من الحسنات حتى تفيض عنه يوم القيامة فتؤخذ حسناته وتوضع في موازين أرباب المظالم، ولكن كثرة حسناته بقدر كثرة مظالمه فإنه إن لم تف بها حسناته حمل من سيئات أرباب المظالم فيهلك بسيئات غيره.. فهذا طريق كل تائب في رد المظالم وهذا يوجب استغراق العمر في الحسنات لو طال العمر بحسب طول مدة الظلم فكيف وذلك مما لا يعرف؟ وربما يكون الأجل قريباً؟ فينبغي أن يكون تشميره للحسنات

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست