قال بلمنت - وقد توقفت دموعه فجأة -: لا.. أنا لم أقل ذلك.. أنا لم أقل لكم
تحولوا إلى نباتيين.. فأنا أعرف أن جسم الإنسان يحتاج إلى بروتينات حيوانية.. وأنا
شخصيا من المدمنين على أكل اللحوم بجميع أنواعها.
قال الرجل: فما الحل إذن؟
قال بلمنت، وهو يشير إلى رأس الدجاجة: أنا أحدثكم عن هذا.. حاولوا أن تستشعروا
الألم الذي شعرت به هذه الدجاجة، وهي تسلم رأسها للسياف.. انظروا كيف أذاقها الموت
الزؤام.. وكيف شربته قطرة قطرة..
قال الرجل: فما الحل؟
هنا تحول بلمنت إلى مصارع ثيران حقيقي، حيث راح
يتحرك بكل قوة، وهو يقول: الحل بسيط.. بسيط جدا..
لقد استطاعت حضارتنا العظيمة أن تجد الحل.. وقد
طبقناه في بلادنا.. وقد أتيناكم به هنا لتطبقوه، وتتخلوا عن تلك الأعراف الجاهلية
البائدة التي جاءكم بها ذلك الذي تدعونه محمدا[1].
^^^
عندما قال هذا تغيرت وجوه العمال، وقام أحدهم، وقد
عرفت بعد ذلك أن اسمه (غلام
مصطفى خان)، وعرفت أنه رئيس جمعية أطباء المسلمين في بريطانيا، وقال: ما تعني؟
قال بلمنت: لقد رأيت الكثير من الناس.. وصحبت
الكثير.. وقرأت عن الكثير.. لكني لم أجد رجلا قسا على الكائنات كما قسا عليها محمد
ودين محمد.
قال خان: وكيف عرفت ذلك؟
[1] تحدثنا عن التفاصيل
الكثيرة الدالة على رحمة الإسلام بالكائنات المختلفة في رسالة (أكوان الله)..
ولذلك، فسنتحدث هنا عن بعض الأمثلة فقط، والتي يقتضيها المقام، من غير تفصيل.