ومنها أن الصدمة الكهربائية لا تؤدي مقصودها في جميع الأحوال، فإذا كانت
الصدمة مثلا خفيفة بالنسبة لضخامة الحيوان بقي مفلوجا بدون أن يفقد الحواس ويشعر
بالألم مرتين: الأولى: بالصدمة الكهربائية أو بضربة المسدس، والثانية: عند الذبح..
أما إذا كانت الصدمة الكهربائية شديدة لا يتحملها الحيوان، فإنها تؤدي إلى موته
بتوقف القلب، فيصير ميتة لا يجوز أكله بحال من الأحوال.
ومنها أن الطريقة المتبعة لدى المسلمين أرحم بالحيوانات؛ وذلك لأن الذبح
يتم بسكين حاد بسرعة فائقة، ومن الثابت أن الشعور بالألم ناتج عن تأثير الأعصاب
الخاصة بالألم تحت الجلد، وكلما كان الذبح بالطريقة المذكورة خف الشعور بالألم
أيضا، ومن المعروف أن قلب الحيوان الذي لم يفقد حسه أكثر مساعدة على إخراج الدم.
^^^
قال ذلك، ثم التفت لصديق له عرفت بعد ذلك أن اسمه (محمد أسد)[1].. وقال له: أخبرهم يا محمد عن التعاليم التي
جاء بها الإسلام في شأن التعامل مع الذبيحة.
قال محمد: لقد دعا
الإسلام إلى الرحمة الشاملة التامة العامة.. ومنها الرحمة بالحيوان إذا أريد ذبحه..
ومن هذه الرحمة أن يحسن الذابح الذبح، وأن يحد الشفرة، وأن يريح الذبيحة..
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا
قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح
ذبيحته)[2]
ومنها أن يستر الشفرة عن الذبيحة حتى لا تتألم برؤيتها.. ففي
[1] أشير به إلى (محمد أسد)
(1900-1992م)، وهو صحفى نمساوى يهودى وُلِد بإقليم من أقاليم بولندا كان تابعا
آنذاك للإمبراطورية النمساوية، وكان يسمى ليوبولد فايس، ثم دخل فى الإسلام سنة
1926م بعد أن رحل إلى الجزيرة العربية، ثم انتقل بعد ذلك إلى شبه القارة الهندية
حيث توثقت بينه وبين محمد إقبال عُرَى الصداقة، وظل يساعد فى إذكاء نهضة الإسلام
فى تلك البلاد إلى أن انفصلت الباكستان عنها فانتقل إلى الإقامة فى الدولة المسلمة
الجديدة واكتسب جنسيتها وأصبح مندوبها الدائم فى الأمم المتحدة حتى عام 1953م.. وقد
ترك عدة كتب تُرْجِم بعضها إلى العربية، منها (الطريق إلى مكة)، و(الإسلام فى
مفترق الطرق)، و(منهاج الحكم فى الإسلام)، وله ترجمة إنجليزية للفرآن الكريم.. وقد
تحدثنا عنه ببعض التفصيل في رسالة (قلوب مع محمد) من هذه السلسلة.