ويحول رسالة الرحمة التي كلف المسلمون أن يسيروا بها في
الأرض إلى جيوش ليس لها من هم إلا القتل والذبح والسبي وإحراز المغانم.
وقد استغل كل من يعادي هذا الدين تلك التشويهات الخطيرة التي
أصابت هذه القيمة العظيمة في مقاتلها، فراحوا ينفرون من الإسلام، يستثمرون لذلك كل
ما أفرزه الدين البشري الذي اختلط بالدين الإلهي وحرفه عن مساره الصحيح.
ولا يمكن لأي عاقل في الدنيا أن يؤمن بدين يشرع القسوة
والاستبداد والعبودية والظلم.. فلذلك كان تحطيم هذه القيمة في الدين أكبر حجاب
ينتصر للمشروع الشيطاني للإنسان، ويحارب المشروع الإلهي.
وبناء على هذا كانت هذه الرواية التي حاولت أن تصور عبر
النماذج الكثيرة سعة الرحمة التي جاءت بها النصوص المقدسة، والتي مثلها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أحسن تمثيل.. وفي نفس الوقت حاولت أن
تظهر المشاريع التي استعملت كل ما أوتيت من قوة شيطانية لتشويه هذه القيمة، وتحويل
دين الرحمة إلى دين قسوة وغلظة وجفاء.
وتدور أحداثها باختصار حول مشروع يقوم به المفسدون في الأرض
مستثمرين التشويهات التي حصلت في الدين عبر تاريخه الطويل لينشروا في قرية من
القرى.. هي نموذج مصغر عن الأمة جميعا.. أن الإسلام دين ظلم وعدوان.. وأنه خال
تماما من الرحمة والإنسانية..
لكن هؤلاء – وفي
أثناء تنفيذهم لمشاريعهم –
يجدون من الصالحين الذين يمثلون الدين الإلهي الصحيح من يصحح لهم تصوراتهم.. ويبين
لهم الحقيقة التي اختلطت بالزيف.. والصدق الذي اختلط بالكذب.
وبناء على ذلك ينتصر المشروع الإلهي على المشروع الشيطاني..
فلا يملك أصحاب المشروع الشيطاني إلا التسليم أو الإسلام..