قالت العجوز: لأن معدة الرضيع وجهازه الهضمي لا يطيق ما يطيق الجهاز الهضمي
للكبير.. بالإضافة إلى أن حاجة الرضيع من الطعام تجعله في غنى عن كثير مما يأكله
الكبير.
قالت المرأة: هذا صحيح.. فهل تعتبرين المرأة رضيعا.. والرجل هو الكبير؟
قالت العجوز: نعم.. من استناروا بأشعة محمد a يعتبرون المرأة في هذه
الناحية كالرضيع.. فهم لا يكلفونها بالسعي على رزقها، ولا بالعمل للوفاء بمتطلبات
حياتها.. فهي تعيش في كنف والديها، أو قوامة زوجها، فإذا لم يبق لها واحد من هؤلاء
كلفت جماعة المسلمين بالإنفاق عليها.
فما حاجتها بعد ذلك للمال؟.. وهل ترون الرضيع ينتفع بالمال إذا ما أعطي له؟
ثم إن الشريعة التي فضلت الابن في العطاء هي الشريعة التي كلفته بالإنفاق
على أخته، وهي التي كلفته بدفع المهر لمن يريد الزواج منها.. فهل تكلفه بكل هذا،
ثم لا تجعل له من الحقوق ما يفي بما تتطلبه هذه الواجبات.
فلنترك كل هذا، ونسأل الواقع.. هل يتساوى الناس في أجورهم؟
قالت المرأة: لا.. بل يختلفون.
قالت العجوز: بأي درجة يختلفون؟
قالت المرأة: قد يصل الاختلاف إلى الأضعاف المضاعفة.
قالت العجوز: فواقعكم الذين تدعوننا للالتزام به يقع فيما تحذروننا منه.
قالت المرأة: نعم.. ولكن الوظائف مختلفة في يسرها ومشقتها.
قالت العجوز: إني أرى أن أكثر الوظائف يسرا أكثرها أجرا.. أليس كذلك؟
قالت المرأة: صحيح هذا..
قالت العجوز: فتعلموا العدل أولا.. ثم استدركوا على الله ما تريدون أن تستدركوا
عليه.
نهض بعض الشباب الحاضرين، وقال: اسمحوا لي أن أتحدث.. فما تذكرونه الآن
يتعلق