فهو لا يعطي للأب الذي هو أولى الأولياء بولاية ابنته أي سلطة على بناته سوى
سلطة التأديب والرعاية والتهذيب الديني والخلقي، مثل
إخوانها الذكور، فيأمرها بالصلاة إذا بلغت سبع سنين، ويضربها عليها إذا بلغت عشراً،
ويلزمها أدب الإسلام في اللباس والزينة والخروج والكلام، وينفق عليها حتى تتزوج.
قالت المرأة: نحن لا نناقش في هذا.. ولكنا نناقش في ولاية الزواج.
قالت العجوز: لقد كان a يبطل زواج من أجبرها أبوها بمن لا ترضاه، وقد روي أن امرأة جاءت إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقالت: إن أبي
زوجني من ابن أخيه، وأنا لذلك كارهة، فقال لها a:(أجيزي ما صنع أبوك)،
فقالت:(ما لي رغبة فيما صنع أبي)، فقال a:(اذهبي فلا نكاح لك.. انكحي من شئت)،
فقالت:(أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن يعلم النساء أن ليس للآباء من أمور بناتهم
شيء)[1]، ولم ينكر عليها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مقالتها.
قالت العجوز: لقد حملوا النصوص ما لا تحتمل.. فالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يسأل هذه المرأة..
أهي بكر أم ثيب.. بل ورد في حديث آخر عن ابن عباس أن جارية بكرا أتت النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فذكرت له أن
أباها زوجها كارهة فخيرها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال ابن القيم:(وهذه غير خنساء، فهما قضيتان قضى في إحداهما بتخيير
الثيب،وقضى في الأخرى بتخيير البكر)[3]