قالت امرأة من الحاضرات: ولكن ألم تسمعي بالولاية الجبرية [1] ؟
قالت العجوز: ليست الولاية كما تفهمين يا ابنتي.. وليست كما يمارسها بعض
الجهلة.. إنها مثل توكيل أي شخص المحامين الذي يحفظون له حقوقه.. فلو ترك الأمر
للمرأة وحدها لأهينت، وربما احتال عليها من شاء من الناس.. فلذلك وكل الأمر
لوليها، لا ليجبرها على الزواج بمن لا ترضى، ولا ليعضلها عمن ترضى، ولكن ليقف
حائلا بينها وبين من يريد العبث بها.
والولاية بهذا لا تختلف عن توكيل المحامين الذين يحفظون الحقوق، وليس
للمحامي أن يستبد، فيأخذ الحق من أهله.
قالت المرأة: أنت تخالفين الفقهاء بهذا.
قالت العجوز: لا … كل من استنار بأشعة محمد a يقول هذا..
قالت المرأة: والأعراف التي نعيش في ظلها، والتي ألجأتنا إلى التبرئ من محمد
ودين محمد؟
قالت العجوز: تبرأن من أعراف الجاهلية لا من محمد ودين محمد.. ثم أخبرنني يا
من تحررتن عن حماية الآباء ماذا أعطت لكن هذه الحرية..
لقد كانت المرأة في بيتها ملكة يتهافت الخطاب عليها.. وهي مصونة في سترها
ممتلئة كرامة.. ولكنها الآن تعرض نفسها على الرجال.. فيعبثون بها كما شاءوا ثم
يرمونها إلى المزابل.
قال رجل من الحاضرين: صدقت يا أماه.. كنت في بريطانيا التي تمثل قمة من قمم
هذه
[1] وهي الولاية التي تمكن
صاحبها من إنشاء عقد الزواج استقلالا دون تدخل من المولى عليه، وقد أطلق عليها
بعض الفقهاء (ولاية استبدادية) لاستبداد الولي فيها إنشاء العقد دون مشاركة من
المولى عليه.