قسوة:(اضربوهم إذا بلغوا عشرا)[1].. بل يأمر قبل ذلك.. وفي اليوم السابع من
ميلادهم بإجراء عملية يسمونها الختان لا هدف لها إلا إذيتهم من غير قيام أي داع
لذلك.. هي عملية جبرية قسرية تنم عن قسوة الإسلام، وعدم احترامه لبراءة الطفولة.
بعد أن أملى على الحضور في لحظة نشوته تلك الرسالة.. أراد أن يبرهن
عليها، فأحضر أشرطة تصور حال صبية الروضة قبل قدومهم إليها.. وكيف كانوا يعانون
جميع أنواع المشاق.. وكيف كانوا يعاملون بكل أنواع القسوة.
ثم أردف ذلك بإخراج أولئك الصبية أنفسهم ليراهم الحضور، وكيف تغير حالهم..
بل إنه إمعانا في بيان الدور العظيم الذي قام به.. طلب من الصبية أن
يتحدثوا.. فتحدثوا شاكرين له، ولمجهوده الكبير الذي قدمه..
وكان للحفل أن ينجح، ويؤدي دوره الذي أراده منه لو أنه اكتفى بذلك..
ولكنه في لحظة نشوته راح من غير شعور يخير الصبية بين تلك الحياة الجميلة التي
يحيونها في روضته وبين الإسلام قائلا لهم، وبسمة الغرور تملأ فاه: ما رأيكم – الآن- أحبائي الصغار في هذه الحياة التي منت بها
عليكم هذه الحضارة، وبين الحياة التي أراد محمد أن تعيشوها.
وهنا تغيرت وجوه الصبية تغيرا تاما.. بل إن أحدهم لم يطق الاكتفاء بتغير
الوجه، فراح يقول لصاحب الروضة بكل قوة: أي محمد تقصد؟
قال الرجل: ليس هناك إلا محمد واحد.. ذلك البدوي القاسي الذي صاغ دينا
بدويا، وطلب من البشر جميعا أن يتحولوا إلى بدو قساة..
قال الصبي: تقصد محمدا الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟
قهقه الرجل بصوت عال، وقال: أجل..
[1] طبعا الحديث لم يرد بهذه
الصيغة، ولكن المستشرقين والمبشرين كما هو معلوم يحرفون الكلم عن مواضعه، فيقتصون
من النصوص ما يتناسب مع أغراضهم.