نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206
ومنها
نفى التعب والإعياء والنوم عن جيوشه، وإثبات السرعة، وذلك برهان ظاهر على أن
المراد بهذه النبوة محمدا a، لأن الملائكة كانت تشارك في جيوشه، وهم الذين لا ينامون ولا
يسأمون.. كما أن نفي النوم عنه يدل على محمد a، لأنه كان يقضي الليل في العبادة
والذكر والصلاة، حتى تورمت قدماه.
ومنها
الشهادة لحوافر خيله بأنها مثل الصوان، وهو مطابق لوصف الله لها في القرآن بقوله
تعالى:﴿
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾ (العاديات:1 ـ 2)، ولا يمكن أن
تنطبق هذه البشارة على المسيح u، لأنه لم يكن له خيل.
زيادة
على هذا، فإن قوله:(وأصفر لهم من أقاصي الأرض، فيأتون سراعاً عجالاً) إشارة إلى
النداء بالحج إلى بيت الله الحرام الوارد في قوله تعالى:﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ (الحج:27)، والتعبير بالصفير عن
النداء والأذان ليس ببعيد ولا مستغرب.
ومن هذه
البشارات قول إشعياء في الفصل الخامس مفسراً ما تقدم من نبواته:(إن الأمة التي
كانت في الظلمات رأت نوراً باهراً، والذين كانوا في الدجى وتحت ظلال الموت سطع
عليهم الضوء، أكثرت من التبع والأحزاب، ولم تستكثر بهم، فأما هم فإنهم فرحوا بين
يديك كمن يفرح يوم الحصاد، وكالذين يفرحون عند اقتسام الغنائم، لأنك فككت النير
الذي كان أذلهم، والعصا التي كانت على أكتافهم، وكسرت القضيب الذي كان يستبعد بهم
مثل كسرك من كسرت في يوم مدين)
وقد
استنبط أحد إخواننا المهتدين من القرون السابقة، وهو علي الطبري بشارة بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (وذلك شبيه بما وصف الله
تعالى عن النبي في القرآن حين قال :﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ
عَلَيْهِمْ﴾
(لأعراف: 157)
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 206