نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210
فتقولين:
من رزقني هؤلاء كلهم، ومن تكفل لي بهم)
وهذه
البشارة لا تقبل أن تؤول على غير مكة أو هاجر، فمن الذي تكفل الله بحمايتها غير
مكة؟ ومن الذي تكاثر عددها ونسلها، وضاقت عنهم أرضها، سوى هاجر؟
ومنها
قول إشعياء في الفصل الرابع والعشرين: (من الذي أقبل من أدوم؟ وثيابه أشد حمرة من
البسر، وأراه بهياً في حلله ولباسه، عزيزاً لكثرة خيله وأجناده، وإني أنا الناطق
بالحق والمخلص للأقوام، وإن لدينا ليوم الفتنة نكلاً، ولقد اقتربت ساعة النجاة،
وحانت ساعة تخليصي، لأني نظرت فلم أجد من يعينني، وتعجبت إذ ليس من ينيب إلى رأيي،
فخلصني عند ذلك ذراعي، وثبت بالغضب قدمي، ودست الأمم برجزي، وأشقيت حدودهم بغيظي
واحتدامي، ودفنت عزهم تحت الأرض)
فهذه
النبوءة تورد بعضاً من صفاته a في هيبته وجلاله، وطرفاً من ذكر بهائه، وإشارة إلى كثرة خيله
وأجناده، وأن بمقدمه تتخلص الأقوام من قيد العبودية لغير الله، وتقترب ساعة
نجاتها.
كما
تضمنت هذه النبوءة وصفا لحال البشرية قبل مبعثه a، وأنها لا تسمع لكلام الله، ولا
تنصر المؤمنين به، فاستحقت بذلك غضب الله ومقته، فكانت بعثته a عقاباً لأمم الكفر، إذ ناصبهم
العداوة، وشهر السيف في وجوههم، وأرغمهم على الإذعان له، ودفن مجد الكافرين تحت
الأرض.
قلت:
ولكن هذه البشارة ذكرت أنه أقبل من أدوم، ومحمد كان في أرض الحجاز، فكيف تنطبق
عليه هذه النبوة؟
قال: إن
الصفات الواردة في بقية النبوة لا تنطبق إلا عليه a وعلى وأمته، زيادة على أن المتحدث
في هذه البشارة هو أحد أنبياء بني إسرائيل المقيمين في أرضها، و(أدوم) إقليم يقع
بين الحجاز وفلسطين، إذ القادم من الحجاز إلى فلسطين لا بد أن يعبر من خلال
(أدوم)،
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 210