نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 211
ويجب أن
لا نغفل أن المتحدث – وهو إشعياء – يتحدث عن أمر غيبي مستقبلي فلا يمكن أن يقول:
من الذي أقبل من الحجاز. لأنه سيقال له: أين منا الحجاز؟ ولكنه يتحدث عن هذا النبي
القادم بيقين لا شك فيه، حتى لكأنه يراه في أطراف أرض إسرائيل فيقول لهم: من هذا
الذي أقبل من أدوم؟ وهو على يقين منه، لأنه ذكر صفاته، ولكنه طرح الخبر بصيغة
التساؤل حتى تستشرف النفوس، وتهفو الأرواح للقائه.
ومنها
قول إشعياء في الفصل الرابع والعشرين عن الله عز وجل أنه قال مخاطباً نبيه محمداً a: (إني جعلت اسمك محمداً، فانظر من
محالك ومساكنك يا محمد، يا قدوس،.. واسمك موجود منذ الأبد)
فذكر
اسمه مرتين في هذه النبوة، وهذه مماثلة لما ورد في نبوة داود عنه في المزامير من
قول داود: (في جبله قدوس ومحمد)
وقد قال
الطبري ـ وهو أحد السابقين من المهتدين ـ هذه البشارة، ثم قال:(إن القدوس في اللغة
السريانية: الرجل البر الطاهر.. فإن غالط مغالط فقال: (يا محمد يا قدوس)، إنما يقع
على المساكن التي ذكرها. فإن الكتاب السرياني يكذبه، لأنه لو أراد بذلك المساكن
لقال: يا قدوسين ومحمدين. ولم يقل قدوساً ومحمداً)
ومنها
قول إشعياء في الفصل الثامن والعشرين: (إني أقمتك شاهداً للشعوب، ومدبراً وسلطاناً
للأمم، لتدعو الأمم الذين لم تعرفهم، وتأتيك الأمم الذين لم يعرفوك هرولة وشداً،
من أجل الرب إلهك قدوس إسرائيل الذي أحمدك، فاطلبوا ما عند الرب، فإذا عرفتموه
فاستجيبوا له، وإذا قرب منكم فليرجع عن خطيئته، والفاجر عن سبيله، وليرجع إليّ
لأرحمه، ولينب إلى إلهنا الذي عمّت رحمته وفضله)
وقد قال
الطبري في هذه البشارة: (فقد سمي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم باسمه، وقال: إن الله جعلك محمداً. فإن آثر المخالف أن يقول:
ليس بمحمد، بل محمود وافقناه فيه، لأن معناهما واحد)
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 211