نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
بشارة إرميا
في اليوم
السابع خرجت من غرفتي صباحا كعادتي.. فوجدت رجلا ممتلئا حزنا.. كانت عيناه تذرفان،
وكان قلبه يكاد يتفطر.
اقتربت
منه، وفي عيني دموع لا أكاد أملك حبسها، وقلت له: ما بالك يا أخي.. لقد فطرت قلبي
بحزنك، وأسلت عيني بدمعك.
قال: وما
لي لا أبكي.. وأنا الحزين الذي لا يتقن فنا كما يتقن الرثاء.
قلت: ومن
ترثي؟.. إن مات لك عزيز، فالموت كأس.. وكل الناس شاربها.. ثم إنك يوشك أن تنسى كما
نسي غيرك.. فلست أرق منهم قلبا، ولا أغزر منهم دمعا.
قال: أنا
لا أبكي على قريب، ولا على بعيد.. أنا أبكي على هذه الأمة التي ضيعت وصايا ربها..
وخانته، وأخاف أن يحيق بها من العذاب ما حاق ببني إسرائيل من قبلهم..
لقد صاح
فيهم إرميا كثيرا.. وندبهم.. ولكنهم لم يسمعوه.. لقد كان يقول لهم (مراثي
أرميا:1/1 ـ 4):
كيف جلست
وحدها المدينة الكثيرة الشعب.. كيف صارت كأرملة، العظيمة في الأمم، السيدة في
البلدان صارت تحت الجزية.
تبكي في
الليل بكاء ودموعها على خديها.. ليس لها معزّ من كل محبيها. كل أصحابها غدروا بها،
صاروا لها أعداء.
قد سبيت
يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية، هي تسكن بين الأمم لا تجد راحة، قد أدركها كل
طارديها بين الضيقات.
طرق
صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد.. كل أبوابها خربة كهنتها يتنهدون.. عذاراها
مذللة وهي في مرارة.
أتدري سر
كل ما حاق بها؟
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215