قال: أنا إرميا.
قلت: مرحبا بك.. أنا أسألك عن سر علاقتك بإرميا.
قال: لقد ذكرت لك أنه النافذة التي أطللت منها على جمال الوجود.
قلت: أي جمال؟
قال: جمال الشمس التي تغمر بأشعتها الكائنات.
قلت: أي شمس؟
قال: وهل هناك شمس غير شمس محمد؟
أصابتني صدمة مما قال، فقلت: أنت أيضا أصابتك العدوى.
قال: ما تقصد؟
قلت: لا أقصد شيئا..
قال: اسمع لي.. لقد ارتحت إليك.. ولهذا سأحدثك عما جذبني إلى دين محمد.
قلت: كلي آذان صاغية.
قال: لقد كان أول ما جذبني من خلال قراءتي لسفر إرميا هو اسم قيدار.. أنت تعلم أنه من ذرية إسماعيل.
قلت: أجل.. لا شك في ذلك.. فالكتاب المقدس يدل عليه.
قال: لقد قرأت في سفر إرميا.. ذلك النبي الذي سماني والدي باسمه قوله:(قال الرب: قوموا اصعدوا إلى قيدار) (إرميا 49/ 28)
لقد كان هذا النص هو الفاتحة التي ابتدأ بها بحثي.. إنه يشير إلى أن لبني قيدار شأنا.. فما ذكرهم الكتاب المقدس إلا لعلة عظيمة.
قلت: أهذا كل ما جذبك من سفر أرميا؟
قال: لا.. هذا أول ما شد انتباهي.. ولهذا لما أعدت قراءته شعرت أنه يتكلم عن محمد..