نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 254
فضله
ومنزلته وأشاد بمكانته السامية بين الأنبياء والمرسلين كما سمعه من قبل الله، وذلك
عن طريق الوحى الذى أوحاه الله إليه فى القرآن الكريم أو فى الأحاديث النبوية التى
تكلم فيها عن المسيح، وأنه كان يأخذ من نفس المعين المقدس الذى كان يأخذ منه
المسيح من الرب وهو معين التوحيد والآداب الفاضلة.
صمت
قليلا، ثم قال: لقد قال المسيح: (وأما أنتم فتعرفونه)، وكان الصواب أن يقول :(وأما
أنتم فترونه وتعرفونه) ولما كان قد حذف الرؤية دل على أن المقصود بالرؤية المعرفة
الحقيقية، لا الرؤيا البصرية وهذا معناه أن النبى إذا جاء لن يعرفه أهل العالم
معرفة حقيقية، بينما يعرفه التلاميذ معرفة حقيقية، لأن عندهم خبر عنه.
صمت
قليلا، ثم قال: ومما جاء في النبوءة:(لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع،
ويخبركم بما يأتي)، أليس هذا الوصف وصفا لمحمد؟.. فقد كان القرآن الكريم كلام ربه،
وكان كلامه وحيا من الله، وقد قال تعالى في ذلك :﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (النجم:3 ـ 4)
صمت
قليلا، ثم قال: لقد قال المسيح: (ومتى جاء المعزي يبكت العالم على خطية وعلى بر
وعلى دينونة)
إن كلمة
(يبكت) جاءت بمعنى (يفحم) و(أفحمه)، أسكته فى خصومة أو غيرها، وهذا يدل على أن
النبى الآتي سيكون من شأنه توبيخ العالم بحيث يفحمهم عن الرد عليه، ولا يستطيعون
مع هذا التوبيخ مناقضة كلامه.
لست أدري
كيف قلت: ولكن محمدا لم يجئ لتوبيخ العالم.. فأنتم تذكرون أنه جاء ﴿ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً
وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾ (الأحزاب:45 ـ 46)
قال: إن
الإنذار الذي ذكرته يدل على هذا التوبيخ.. فالتبشير للصالحين، والإنذار
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 254