نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
(أبانا
الذي في السماوات.. ليأت ملكوتك) (لوقا 10/2)
قال
صفتيا: لا شك في أن دعوة المسيح كدعوة يوحنا كدعوة كل الرسل كانت تطوف حول الملكوت..
لكن ما الملكوت؟
إن قومنا
يقولون بأنه شيوع الملة المسيحية في جميع العالم وإحاطتها كل الدنيا بعد نزول
المسيح.. وقال آخرون بأنه انتصار الكنيسة على الملحدين.. وفسره آخرون بأنه
البشارة بالخلاص بدم المسيح، كما قال القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لإنجيل
متى:(فإن الملكوت الذي أعلنه السيد المسيح هو بشارة الملكوت أو إنجيل الملكوت..
تعبر عن أخبار الخلاص المفرحة التي قدمها لنا الله في ابنه يسوع)
قال
يوحنا: إن هذا التفسير بعيد تماما عن الحقائق المنطقية:
لقد
انتصرت الكنيسة، وحكمت أوربا قروناً عدة، ولم نر ما يستحق أن يكون أمراً يبشر به
المعمدان والمسيح والتلاميذ.
وأخبار
الخلاص لا يمكن أن تكون هي البشارة التي كان المسيح يطوف مبشراً بها في المدن
والقرى، ذلك أن أقرب تلاميذه لم يفهموا هذا المعنى.. فالتلميذان المنطلقان لعمواس
بعد حادثة الصلب كانا يبكيان لفوات الخلاص بموت المسيح (فقال لهما: ما هذا الكلام
الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين...كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء
الموت وصلبوه، ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، ولكن مع هذا كله
اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك)(لوقا 24/17-21) لقد جهل التلميذان موضوع الخلاص
بموت المسيح، فهما يبحثان عن خلاص آخر، وهو الخلاص الدنيوي الذي ينتظره بنو
إسرائيل.
ليس ذلك
فقط.. بل إن الجموع المؤمنة التي شهدت الصلب جهلت أن الصلب هو البشارة المفرحة
التي كان يبشر بها المسيح، فرجعوا وهم يبكون وينوحون:(وكل الجموع الذين كانوا
مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا ما كان، رجعوا وهم يقرعون صدورهم)(لوقا
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300