نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303
(وهذا
صفنيا قد نطق بالوحي وأخبر عن الله بمثل ما أدى أصحابه، ووصف الأمة التي تشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتجتمع على عبادته، وتأتيه بالذبائح من سواحل
السودان ومعابر الأنهار واللغة المختارة هي اللسان العربي المبين.. وهي التي قد
شاعت في الأمم فنطقوا بها)
بشارة حزقيال:
التفتوا
إلى حزقيال، وقالوا: لم يبق إلا أنت يا حزقيال.. فهل وجدت شيئا من البشارات؟
قال: لقد
رأيت في سفر حزقيال، وفي الفصل التاسع منه: (إن أمّك مغروسة على الماء بدمك، فهي
كالكرمة التي أخرجت ثمارها وأغصانها من مياه كثيرة، وتفرعت منها أغصان كالعصى قوية
مشرفة على أغصان الأكابر والسادات، وارتفعت وبسقت أفنانهن على غيرهن، وحسنت
أقدارهن بارتفاعهن والتفاف سعفهن، فلم تلبث الكرمة أن قلعت بالسخط، ورمى بها على
الأرض، وأحرقت السمائم ثمارها، وتفرق قواها، ويبس عصي عزها، وأتت عليها النار
فأكلتها، فعند ذلك غرس في البدو وفي الأرض المهملة العطشى، وخرجت من أغصانه
الفاضلة نار أكلت ثمار تلك حتى لم يوجد فيها عصا قوية بعدها ولا قضيب ينهض بأمر
السلطان)
لقد رأيت
هذه النبوءة مرات كثيرة.. إنها تشبه الأمة اليهودية إبان عزها وسؤددها عندما كانت
تعيش تحت مظلة الأنبياء بالكرمة الحسنة، وبعد أن نزعت منها النبوة، وأغضبت ربها
استأصل شأفتها، واقتلع جذورها، فذرتها الرياح، وأكلتها النار، وانتهى مجدها.
واستبدل الله بها أمة هي خير أمة أخرجت للناس، وشبهها بشجرة قد غرست في أرض
البادية العطشى من الماء المعنوي والحسي، فأثمرت هذه الشجرة الأغصان الفاضلة التي
قضت على تلك الشجرة الأولى ولم تبق فيها عصا ولا قضيباً. وهذا حال الأمة اليهودية
والأمة الإسلامية التي أشرق عزها، وتوسع نفوذها، حتى شمل العالم أجمع.
^^^
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303