قلت:
دعنا من هذا.. ولأسلم بعض ما ذكرت.. ولكن مع ذلك، فقد ذكر آخرون أنها مشتقة من
الفعل (نشل) الذي يعني (طرد، ونفى)، ومن ثم ترجمها إلى (حتى يأتي المنفي (until
the exile comes)
قال:
وهذا لا ينطبق إلا على محمد.. لأن المسيح ـ كما تزعمون ـ صلب في بلده.
أما محمد
a فقد خرج من بلاده فارا بدينه، بعد
أن اتفق الملأ من المشركين على جميع ما أبدعته عقولهم من صنوف المكر، قال تعالى:﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (لأنفال:30)
ولم يهاجر وحده، بل هاجر معه أكثر أصحابه.. بل إن المهاجرين
يمثلون المسلمين الأول الذين تعرضوا لجميع أنواع الاضطهاد.
ولا أظنك
تحتاج إلى أي توثيق تاريخي لهذا.. فهو منقول بالتواتر.. بل نصت عليه آيات كتاب
المسلمين المقدس، وهو منقول بأعظم أسانيد التواتر وثوقا.
قلت:
ولكن بعضهم اعتبر (شيلوه) اسما لمكان معين، لذلك جاء في بعض الترجمات:(لا يزول
قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه حتى يأتي الى شيلوه)، وفي ترجمة انكليزية: (حتى
يأتي الرجال إلى شيلو)
قال: إن
علمي بلغات الكتاب المقدس يحيل هذا الاحتمال.. ذلك أن كلمة شيلوه تتكون من أربعة
أحرف عبرية هي: (شين)، (يود)، (لاميد)، (وهي)، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا
يوجد فيها حرف (يود)، ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة..
فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58