بشارة موسى
في اليوم الثالث قررت أن أزور أصحاب الأشغال الشاقة.. أولئك الذين يحتاجون إلى الخلاص من العناء الذي تمتلئ به حياتهم.
سرت إلى الغابة، فرأيت حطابا يختار أغصانا ذات أشكال خاصة، ليقطعها، فقلت له: هل لي أن أساعدك؟
قال: لا.. ولن تستطيع.. فهذه حرفة تلقيتها أبا عن جدا..
قلت: وما تصنع؟
قال: أصنع العصي.. أنا موسى.. لئن ارتبط اسم موسى النبي بالعصا التي كان يحملها، فقد ارتبط اسمي بالعصي التي أصنعها.
أعطاني الفرصة للتحدث معه، فقلت: نعم الاسم الذي تحمله.. لقد بشر موسى بالخلاص الذي سيأتي.
قال: كل الأنبياء بشروا بالخلاص.. الخلاص هو حلم البشرية.
فرحت لتجاوبه، فقلت: كل من سعى للخلاص ناله.
قال: وكل من ناله نعم به.
قلت: فهل نلته؟
قال: ومالي لا أناله.. إن فضل الله أوسع من أن يغفل عني.
قلت: فأنت مسيحي إذن.
قال: نعم.. أنا مسيحي.
قلت: أنت مثلي إذن.
قال: كيف عرفت تماثلنا؟.. ونحن من بلاد مختلفة.. ومن أعراق مختلفة.
قلت: نواحي المثلية بيننا كثيرة.. أنت تفكر بالخلاص، وأنا أفكر به.. وأنت مسيحي، وأنا