نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9
قال:
أليس من هؤلاء من نالته أشعة محمد، فنعم بدفئها وحنانها؟
قلت: أجل..
كثيرون هم.. يبدأون بسبه، وينتهون بحبه.
قال: فلم
لا يكون البابا مثل هؤلاء.. يكون سبهم مقدمة لحبهم.. ويكون شكهم مقدمة لإيمانهم..
بل لإيمان الملايين الذين يدخلون في دين الله أفواجا؟
قلت: أجل..
ولكن البابا مختلف.. إنه مختلف تماما.. هو يمثل دينا من الأديان يتربع على مساحة
هائلة من الأرض.. وهو يظفر لذلك من التقدير والمحبة والجاه ما لا يظفر به جميع
ملوك الدينا.. وهو.. ؟
قاطعني
قائلا: وهل يمنع كل ذلك من فضل الله أن يمتد إليه كما امتد لغيره.. ألم يمتد فضل
الله إلى السحرة الذين دخلوا بأمنية واحدة هي أن يهزموا موسى.. ولكنهم خرجوا، وقد
نالتهم أشعة موسى التي أطفأت الظلمات التي تقبع فيها أرواحهم؟
قلت:
صحيح هذا.. وقد ذكره القرآن الكريم، وكرر ذكره.
قال: لم
يكرر ذكره إلا لتعتبروا.. فكما أن السحرة يمكن أن يؤمنوا، فغيرهم ممن هو دونهم أو
فوقهم يمكن أن يؤمن.. فلا تحجبوا أحدا عن شمس الله التي تمتد إلى الآفاق.
قلت:
صدقت في هذا..
قال:
فأخبر قومك أن الله التواب الهادي النور الرحيم لا تنحجب شمس نوره ورحمته وهدايته
وتوبته عن الكل.. ولو أنك تصورت أن أحدا من الخلق أعظم من أن يناله الله بنوره
ورحمته وهدايته وتوبته، فقد اتهمت الله وعظمت المخلوق.
قلت: أجل..
وكل قومي يؤمنون بهذا، ولا يحتاجون مني أن أذكرهم.
قال: هم
يذكرون ذلك، ولكنهم يغفلون عنه.
قلت: ما
تقصد بغفلتهم؟
قال:
أراهم يسلمون للقضايا، وينكرون مستلزماتها، بل ويشاحنون فيها.
نام کتاب : أنبياء يبشرون بمحمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9