responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

كما أحدق، ولكني لم أر في وجهه من الانبهار ما رأيت في وجهي.

صافحته بحرارة قائلا: ها نحن نلتقي أخيرا في باريس.. كيف خطر على بالك أن تأتي إلى هذا الموضع؟

قال: لقد أردت أن أرى بعض ثمار الشجرة التي أسست هذه الحضارة؟

قلت: إنها ثمار يانعة ممتلئة طيبة.. أم أنك تخالفني في ذلك؟

قال: لا أخالفك.. ولا أوافقك.. أحيانا قد تكون الثمار يانعة، طيبة المذاق، حلوة الرائحة، جميلة المنظر، ولكنها تختزن السم الزعاف.

قلت: ما الذي تقوله؟

قال: ألست ترى القتلة المجرمين إذا دسوا سما دسوه في أطيب الأطعمة وألذها؟

قلت: أجل.. حتى تغري الآكلين بأكلها.

قال: فإذا أكلوها سقتهم الموت؟

قلت: ذلك عندما يكون الطعام سما.

قال: كل طعام قد يكون سما، وقد يختزن سما.

قلت: لا يزال الشك الذي اعتراك في الكتاب المقدس يعتريك في الطعام أيضا.

قال: لقد ذكرت لك أني لا أتيقن حتى أشك، ولا أطمئن حتى أضطرب.

قلت: لقد سمعت بأسوار الكلمات المقدسة التي تضع في القلب اليقين بمصدرها الإلهي.. فهل هناك أسوار للثمار الطيبة تفرق بينها وبين الثمار الخبيثة.

قال: أجل.. وسأضرب لك مثالا يوضح لك هذه الأسوار، ويقربها لعقلك:

أرأيت لو أن بك مرضا يمنع جسدك من ثمار معينة، فراح بعض الناس يغريك بكل صنوف الإغراء لتأكلها، ويتفنن في تزيينها لك بكل ما أتيح له من قدرات التزيين.. هل ترى هذا ناصحا لك؟

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست