نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18
قلت: هذا لا يريد إلا قتلي..
ولكنه لم يرد أن يلطخ يداه بقتلي، فراح يقتلني بيدي، وببطني، ويستعمل ما ملئت به
نفسي من شهوات ليسقيها السم الزعاف.. إن هذا مجرم لا ناصح.
قال: ولكن الناس عندما يرونه لا
يرونه إلا ناصحا متملقا في نصحه.
قلت: هم لا يرون ما أرى.. ولا
يعيشون ما أعيش.
قال: فهذا هو الحصن الأول للثمار
الطيبة.
قلت: لم أفهم..
قال: الثمار الطيبة ثمار تناسب
الإنسان، وكأنها صنعت خصيصا من أجل الإنسان، وأول ما تبحث عنه هذه الثمار هو مصلحة
الإنسان.
قلت: فما الحصن الثاني؟
قال: أرأيت لو جلست في قاعة
امتحان يرتبط بها مصيرك.. مصيرك العلمي، ومصيرك الوظيفي.. فجاء بعض الناس، وشغلك
بثمار كثيرة بهيجة المنظر حلوة المذاق، تصيح بكل لسان، وتدعوك بكل أسلوب، فانشغلت
بها عن امتحانك.. أترى من قدمها لك ناصحا؟
قلت: كلا.. فهذا لا يختلف عن ذاك..
كلاهما لا يريد إلا هلاكي.
قال: ولكنك لن تموت بأكل هذه
الثمرة الأخيرة.
قلت: ولكني سأحيا حياة أشبه
بالموت.
قال: فهذا هو الحصن الثاني.
قلت: لم أفهم ما ترمي إليه.
قال: كل ثمرة تبعدك عن الوظائف
التي أنيطت بها حياتك، أو الرسائل التي كلفت بتبليغها ثمرة سامة، وإن بدت لك حلوة،
هي كالشيطان الذي يتزين بكل صنوف الزينة ليجذبك
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 18